أظهرت دراسة أُجريت في جنيف في سويسرا عام 2007، أنّ إصابة النساء، اللواتي تبلغ أعمارهنّ بين 25 و39 بسرطان الثدي العدواني، تتزايد بنسبة مثيرة للقلق أيّ 46.7% من 2002 إلى 2004، وذلك بحسب مقالٍ لدنيس هانيل وهي عضو في منظمة حياة الإنسان الدولية.
لم يطرح كتّاب مجلة الجمعية الطبية الأمريكيّة أيّ سبب معيّن لهذا النموّ، بل أظهروا مسبّبات متعدّدة العوامل ومبهمة وأشاروا إلى أنّ هذا النوع من السرطان لا يبرز عند النساء المسنات المصابات بسرطان الثدي. أمّا الباحثون البريطانيّون التابعون لمنظمات أبحاث السرطان فطرحوا أسبابًا ممكنة للتزايد المتسارع لسرطان الثدي العدواني عند الشابات ومنها إستخدام وسائل منع الحمل الهرمونيّة التي تمنعهنّ من إنجاب أطفال في المستقبل وتسبّب عوامل خطيرة للسرطان الذي تزايد في العقود الأربعة الأخيرة جرّاء إستخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم، كما وقالوا بأنّ أبحاثهم أشارت إلى أنّ تزايد هذا المرض بمعدّل 11% عند اللواتي تقلّ أعمارهنّ عن 50 عامًا بين 1993 و2010.
كما وأظهر باحثون من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، وجامعة واشنطن، والمعهد الوطني للسرطان أنّ إستعمال وسائل منع الحمل عن طريق الفم ضاعف خطر إصابة النساء بين 41-45 عامًا بسرطان الثدي العدواني وضاعفه أربع مرات عند اللواتي تقلّ أعمارهن الـ40 عامًا، إذ أنّ منظمة الصحة العالميّة تصنّف تلك الوسائل الأولى من المواد المسبّبة للسرطان. وكشفت دراسات علميّة عديدة رابطًا بين الإجهاض المستحث وسرطان الثدي بحيث أن الإجهاض المؤشر الأفضل للإصابة بسرطان الثدي، غير أن الدراسة، التي أُجريت في عام 2009 والتي تُظر الرابط بين إستخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم بسرطان الثدي العدواني عند الشابات، كشفت أيضًا بأنّ هذا الإجهاض هو عامل خطر ومستقلّ عن سرطان الثدي.
هذا وتظهر دراسات متعددة أنّ هذين العاملين يسبّبان إصابة الشابات بسرطان الثدي لذا، يجب إعتبارهما مسبّبان مؤديان لهذا النوع من السرطان ولسوء الحظ، لا يقوم الباحثون، الذي يقلقهم إرتفاع معدل هذا المرض لدى الشابات، بتشجيع تلك الفئة من النساء على تجنب هذين العاملين. زد على أنّ معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة طالب بالمزيد من الدراسات للعلاج الكيميائي وبروتوكولات الإشعاع للمرضى الصغار وصرّحت باحثة رئيسيّة في هذا المعهد، قائلةً أنّ الأبحاث تساعد تلك النساء على البقاء على قيد الحياة وأنّ التجارب ضروريّة لتطوير علاجات جديدة لهنّ. فعلى وزارة الصحة والخدمات الصحية أن تُجبر برامج التأمين على توفير وسائل منع الحمل الهرمونيّة الوقائيّة للرعاية الصحية.
وأخيرًا، تمّ نقد الإنحياز الأيديولوجي للحلقة الدراسيّة التابعة للمعهد الوطني للسرطان لأنّ هذا الإنحياز رفض أيّ إثبات لا يتوافق مع وجهات النظر المسبقة التي تُظهر أنه لا يوجد رابط بين الإجهاض وسرطان الثدي. ولكنّ العناد الأيديولوجي يسبب خسارة حياة الناس، غير أنّ العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية وصانعي سياسة الرعاية الصحية يعتبرون الإجهاض ووسائل منع الحمل كأمرين لا يمكن نقدهما. لذا، يجب إخبار النساء أنّ التلاعبات غير الطبيعية للجهاز التناسلي الأنثوي هي خطيرة وأنّ وسائل منع الحمل والإجهاض يخفضان معدّل الخصوبة.