حاضرة الفاتيكان، 28 يونيو 2008 (Zenit.org) – يرى الكاردينال توران أن تعيينه على رأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان يبيّن التزام البابا بندكتس السادس عشر حيال الحوار مع المسلمين
إشارة إلى أن البابا عيّن الكاردينال توران يوم الإثنين الماضي على رأس مجلس الحوار بين الأديان، فاصلاً بذلك رئاسة المجلس المذكور والمجلس البابوي للثقافة اللذين كان يتولى رئاستهما في السابق الكاردينال بول بوبار.
ولا يزال الكاردينال بوبار في منصبه كرئيس للمجلس البابوي للثقافة.
وفي تصريح لإذاعة الفاتيكان قال الكاردينال بوبار: “أعتقد أن هذه الخطوة تدلّ على الأهمية التي يوليها قداسة البابا للحوار بين الأديان، ولاسيما مع الإسلام. لهذا السبب أراد أن يستعيد هذا المجلس استقلاليته بحيث يصبح أداة أفعل في خدمة هذا الحوار بين الأديان”.
ويرى الكاردينال توران وجود رابط بين تعيينه والجلبة التي أحدثها سوء فهم الخطاب الذي ألقاه الأب الأقدس في ريجينسبرغ في ألمانيا في سبتمبر من العام الماضي.
“أعتقد أنه كان للمسألة تأثير حاسم، لأنه وبفضل ردات الفعل التي نتجت عنها، استطاع البابا أن يوضح كلامه. من خلال قراءة خطابات البابا إلى سفراء الدول العربية وإلى السفراء الذين قدموا من آسيا لتقديم أوراق اعتمادهم، يمكنكم أن تلمسوا خطاً مشتركاً في فكر البابا الذي يرى أن الحوار بين الأديان مهم لإرساء السلام وأن الأديان هي في خدمة السلام”.
الخبرة
أمضى الكاردينال توران زهاء أربعة أعوام في لبنان كسفير لديبلوماسية الكرسي الرسولي. كما شغل منصب أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول لمدة 13 عاماً.
وقد أكّد الكاردينال، رجل ال64 عاماً، أنه “إنطلاقاً مما قاله الأب الأقدس لي، أعتقد أن الخبرة التي اكتسبتها حول مشاكل الشرق الأوسط وما أعرفه عن العالم العربي يخوّلني أن آتي بمساهمتي لبناء الحوار بين الأديان”.
وشرح الكاردينال توران أهدافه للمجلس قال: “أرغب في وضع خطة، على سبيل المثال، يشارك فيها المجلس البابوي، والقسم الثاني من أمانة سر حاضرة الفاتيكان، ومجمع الكنائس الشرقية، ومجمع تبشير الشعوب، والمعهد الحبري للدراسات العربية والإسلامية، بحيث نتوصل جميعنا إلى رؤيا شاملة حول المشاكل التي تواجه الحوار بين الأديان”.
كذلك أكّد الكاردينال أن حلّ حالة الصراع في الشرق الأوسط أمر ملحّ كيما يتمكن الحوار بين الأديان من المضي قدماّ.
وقال الكاردينال: “في الواقع، أذكر أن البابا قال مؤخراً في بولونيا أن الحوار مع المسلمين، على سبيل المثال، ليس مسألة عابرة، ولكنه مسألة تنتمي إلى عمل الكنيسة، لأن الكنيسة هي حوار في جوهرها – فكما أن المسيح هو كلمة الله كذلك الكنيسة هي، في جوهرها، الكلمة والتخاطب والحوار”.