“صلوا بإلحاح واثقين بأنّ الله يسمع صلاتنا” هذا ما أعلن عنه البابا فرنسيس في العظة الصباحية التي ألقاها أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا مؤكّدًا أنّ الصلاة هي “حاجة ضرورية” و”واثقة” من أنّ الله سيحقّق حاجتنا.
إنّ الصلاة بحسب البابا تتأرجح بين حاجتنا لشيء ما واليقين بأنّ هناك من يسمع إلينا “حتى ولو كنت لا تعرف بالضبط متى ستحقق هذه الصلاة ذلك لأنّ من يصلّي لا يخاف إزعاج الله ويغذّي ثقة عمياء بمحبة الآب. وانطلق البابا من قراءة إنجيل اليوم (متى 9: 27 – 31) عندما شفى يسوع الأعمين وسألهما إن كانا يؤمنان بأنه قادر على شفائهما وذكر البابا فرنسيس أعمى أريحا الذي أخذ يصيح للمعلّم أن يشفيه بالرغم من أنّ الجميع كانوا يحاولون إسكاته فالرب يسألنا دائمًا ألاّ نملّ الصلاة.
ثمّ أشار البابا فرنسيس إلى البرص الذين أتوا إلى يسوع وقالوا له: “إن شئت، فأنت قادر أن تطهرنا”! لقد كانوا واثقين كلّ الثقة أنه يستطيع القيام بذلك. “وهكذا، يسوع يعلّمنا أن نصلّي وعندما نصلّي نظنّ مرات: “ولكن نعم، يجب أن أقول ذلك، أقول ذلك للرب مرة، مرتين، ثلاث مرات، ولكن من دون أن أقوم بذلك بقوّة. ثم أتعب من أن أسأل وأنسى ذلك. علينا ألاّ نتعب من الصراخ والصياح. يسوع يقول لنا: “إسألوا”، ولكنه يقول لنا أيضًا: “إقرعوا على الباب” ومن يقرع على الباب يحدث ضجة وإزعاج.
إذًا صلّوا بإلحاح إلى حد “الإزعاج” إنما بثقة لا تتزعزع وهكذا عندما أجاباه الأعميان ليسوع قالا: “نعم يا رب نحن نؤمن! نحن بأمان”. والصلاة تكمن في الحاجة والأمان. فعندما نكون بحاجة إلى شيء ما نقول: يا رب أريد هذا، أصغِ لي! إنما عندما نطلب بثقة نقول: أصغِ لي أنا أعلم أنك تستطيع القيام بذلك لأنك وعدتني”. “لقد وعد” وهذا هو حجر الزاوية الذي يقوم عليه اليقين في الصلاة. وكرر البابا فرنسيس أنه بهذا اليقين نكرر حاجاتنا للرب متأكدين بأنه يمكنه أن يقوم بذلك “فالصلاة هي أن نسمع يسوع يسأل الأعمين: هل تؤمنان بأني قادر على ذلك؟” فلنفكّر بأنّ صلاتنا هي الحاجة والأمان: الحاجة لأننا نقول الحقيقة لأنفسنا والأمان لأننا نؤمن بأنّ الرب يستطيع تحقيق كل ما نسأله.