استنكر السلطان يوجياركارتا يوم الإثنين 2 حزيران تقاعس الشرطة معلّقًا على العديد من الهجمات الأخيرة التي حصلت على أماكن العبادة المسيحية وصرّح: “لا يمكننا أن ننكر ذلك، لقد شهدنا ذلك كلنا” مؤكدًا بأنّ الشرطة كانت عاجزة عن إيقاف تكرار حصول مثل هذه الحوادث والهجمات التي تحمل طابعًا دينيًا.
وأكّد السلطان أمام الصحافيين المجتمعين في قصر يوجياكارتا بأنّ وحده تطبيق القانون الذي يمنع العنف ويثبّت السلام الأهلي قادر على إيجاد الحل في ظل هذه الأزمة الحاصلة.
في غضون ثمانية أيام وقعت حادثتان في منطقة يوجياكارتا وهي مدينة معروفة بالعلاقات الطيبة التي تحافظ عليها بين الجماعات المختلفة من المؤمنين. في 29 أيار، جُرح سبعة أشخاص من بينهم شخص حالته خطيرة، تمّ الهجوم عليهم من قبل العشرات من الرجال يركبون الدراجات النارية وانتشروا في بانغوكان الكاثوليكية الواقعة في شمالي شرق يوجياكارتا. وكان الرجال والنساء مجتمعين يتلون صلاة الوردية لمناسبة ختام الشهر المريمي.
وأما الحادثة الثانية فوقعت في الأول من شهر حزيران في المكان نفسه عندما كان مؤمنون تابعون لكنيسة العنصرة يحتفلون بالصلاة في مكان استأجروه لهذا الخصوص. وما أن غادرت الجماعة المكان حتى هاجمتهم مجموعة تنتمي إلى الإسلام المتعصّب منفذّين الهجوم وحطموا كل النوافذ متذرّعين بأنّ “الكنيسة لا تملك الرخص المطلوبة من أجل أن تكون كمكان للعبادة” مع أنّ مسؤول كنيسة العنصرة السيدة نيكو لومبوان كان قد ردّ بأنّه تمّ تشييد الكنيسة منذ أربع وعشرين عامًا وبأنّه كان ينتظر في كل هذه السنوات الترخيص من السلطات المحليّة.
من جانبها، أفادت الشرطة بأنّها قد أخذت هاتين الحادثتين على محمل الجد ولو أنّه لم يُتّخذ بعد أي إجراء بهذا الخصوص ولكنها تلاحق الفاعلين وتسعى لإيقاف هذا العنف.
إنها ليست المرة الأولى التي فيها تُهاجَم مراكز العبادة في إندونيسيا تحديدًا منذ العام 2006 عندما أصدرت الحكومة القرار رقم 1969 التي تسمح فيه بتشييد مراكز العبادة للديانات الست التي تعترف بها السلطات الإندونيسية (الإسلام والبروتستانت والكاثوليك والهندوسية والبوذية والكنفوشوسية) إنما تبقى “ثقافة العنف” هي الغالبة حتى يومنا هذا حيث يسمح أي شخص لنفسه بأن يدمّر مركز العبادة الذي “لا يروق له”!