البابا: إن ثبتنا بالمسيح تتسق مشاريعنا وأفكارنا مع حلم الله

في عظته اليوم بمناسبة افتتاح السينودس

Share this Entry

ننشر في ما يلي النص الكامل لعظة البابا فرنسيس في قداس افتتاح الجمعية العامة الثالثة لسينودس الأساقفة حول التحديات الرعوية التي تواجه العائلة في سياق التبشير.

***

اليوم، يستخدم النبي أشعيا كما الكتاب المقدس صورة كرمة الرب. إن كرمة الرب هي “حلمه”، المشروع الذي يزرعه بكامل محبته كما يهتم المزارع بكرمه، فالكرمة تتطلب الكثير من الاهتمام!

“حلم” الله هو شعبه: لقد رعاه بمحبة صبورة وأمينة ليصبح شعبًا مقدسًا، شعبًا يحمل ثمارًا جمة من العدالة.

ولكن، سواء في النبوءة القديمة أم في المثل الذي قدمه يسوع يخيّب حلم الله. يقول أشعيا أن الكرمة المحبوبة والتي تم الاعتناء بها “أثمرت عنبًا رديئًا.” (5، 2: 4)، بينما الله “انْتَظَرَ حَقًّا فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ، وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ” (الآية 7). في الإنجيل، على عكس ذلك، فإن المزارعين هم من أفسدوا مشروع الرب: فهم لا يقومون بعملهم بل يفكرون بمصالحهم.

يتوجه يسوع في المثل الذي قدمه الى رؤساء الكهنة والى شيوخ الشعب أي الحكماء، الى الطبقة الحاكمة. لقد أعهد الله إليهم بحلمه، أي بشعبه، لتنميته وللإهتمام به، ولحمايته من الحيوانات المفترسة. هذه هي مهمة قادة الشعب: زرع الكرمة بحرية، وإبداع، وحماس.

لكن يسوع قال أن هؤلاء المزارعين سيطروا على الكرم بسبب الأنانية والجشع وأرادوا أن يفعلوا به ما يشاؤون وبهذا منعوا الله من تحقيق حلمه في الشعب الذي اختاره.

إن تجربة الجشع لحاضرة دائما ونجدها أيضًا في نبوءة حزقيال حول الرعاة (الفصل 34)، والتي يعلق عليها القديس اغسطينس في كلمته الشهيرة التي قرأناها في ليتورجية الساعات، جشع المال والسلطة. لإرضاء هذا الشجع، حمّل الرعاة السيئون على كاهل الشعب أثقالًا لا تحمل هم نفسهم لا يستطيعون تحريكها بإصبع.

نحن أيضًا، في سينودس الأساقفة، مدعوون لنعمل من أجل كرمة الرب. إن الهدف من المجالس الأسقفية ليس مناقشة أفكار جميلة ومبتكرة، وليس أيضًا اكتشاف من هو الأذكى…بل تسعى هذه المجالس لزرع كرمة الرب والمحافظة عليها، لتشترك في “حلمه” وفي مشروع حبه لشعبه. في هذه الحال، يسألنا الرب ان نهتم بالعائلة، التي ومنذ القدم تشكل جزءًا لا يتجزأ من مشروع حبه للبشرية.

نحن كلنا خطأة، ويمكن أيضًا أن نقع في تجربة السيطرة على الكرمة بسبب الجشع الذي يتواجد في كل مخلوق بشري. يرتطم حلم الله دائما في رياء بعض من خدامه. يمكننا أن نخيب حلم الله إن لم ندع الروح القدس يقودنا. فليمنحنا الروح الحكمة التي تتجاوز العلم لكي نعمل بسخاء وبحرية حقيقية وإبداع متواضع.

أيها الإخوة، لكي نزرع الكرمة ونحميها جيدًا، يجب أن تكون عقولنا وقلوبنا ثابتة في يسوع المسيح الذي وبحسب ما يقوله القديس بولس هو “السلام الذي يفوق كل عقل” (فيليبي 4، 7). هكذا تتسق مشاريعنا وأفكارنا مع حلم الله: تشكيل شعب مقدس ينتمي إليه ويثمر ثمارًا لملكوت السماء (راجع متى 21، 43).

***

نقلته الى العربية نانسي لحود-وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير