قراءة حول خطاب شيخ الأزهر في مكة (2)

الإسلام يلوم الآخرين على ما يحدث مع المسلمين

Share this Entry

نقطة رئيسية أخرى يذكرها الأب اليسوعي سمير خليل حول خطاب الشيخ الطيب فيقول أنه أثار فكرة أن الجماعات المتطرفة تنشر صورة سلبية عن الإسلام وتعليقًا على هذا الموضوع أوضح أن صورة الإسلام السيئة ليست بسبب الرهاب الغربي من الإسلام فعلى عكس بعض الذين تجاهلوا الانتقادات التي تعادي الإسلام، ها هو الطيب يلوم الإسلام نفسه على صورته السلبية، فإن كان الإسلام كما يعرفونه “دين السلام” لا يمكنه أن يظهر بصورة تكذب ذلك.

من جهة أخرى يذكر الشيخ أن من بين الأسباب التي أشعلت القتال الدائر بين المسلمين هو الاستعمار العالمي الجديد المتحالف مع الصهيونية العالمية، ومن هنا نلاحظ أنه يعود ليتطرق الى الممارسات التقليدية في العالم التي تقضي بإلقاء اللوم على الآخرين حيال ما يحدث مع المسلمين وبالتالي هم يخففون من مسؤوليتهم في هذا الموضوع.

وضّح الأب خليل وجهة نظره شارحًا أنه لا يؤمن بوجود أية صهيونية عالمية ولكن بطبيعة الحال لن توفر الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا حتى الغرب أية فرصة تستغل من خلال الإنقسامات بين المسلمين لأجل مصالحهم الخاصة، ولكن عاد وأكد بأن لا أحد قادر على القيام بشيء لولا أن الخلاف موجود أصلا بين المسلمين أنفسهم، وهذا لا يثبت أبدًا نظرية الشيخ الطيب بأن الغرب في حرب مع الإسلام.

الى جانب ذلك أكد الأب اليسوعي أنه على ثقة بأن كلام الطيب في مكة بالغ الأهمية ولكن إن انتشر ما أكده حول القرآن في العالم الإسلامي فقد تولد منه ثورة.

أما في إطار مواقف رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي فأشاد الأب خليل ودائمًا بحسب موقع آسيا نيوز بالقرار الذي اتخذه بعيد مقتل الأقباط ال21 حين أمر بضرب جوي ضد الدولة الإسلامية، أتى هذا الفعل أولا كانتقام لموت الأبرياء وثانيًا كاعتراف بمواطنيتهم المصرية. كذلك شرح السيسي أن مصر لا تملك أية مصلحة لمهاجمة الدول الأخرى ولكنها ستدافع عن نفسها وعن مواطنيها ودعت الدول الأخرى لمحاربة الخلافة معها. الى جانب ذلك حضر الرئيس جنازة الأقباط وقرر التعويض على كل أم فقدت ابنها وكل زوجة خسرت زوجها.

بالعودة الى مكة، نطق ملك السعودية الملك سلمان بأشياء مثيرة للإهتمام واصفًا الإرهاب كآفة أتت نتيجة الفكر المتطرف كتهديد للأمة الإسلامية والعالم بأسره، ووصف الإرهابيين بالمضللين الذي انتهزوا فرصة لتشويه الإسلام وسمعة من يعتنقونه. ومن هنا قد نستنتج، ودائما بحسب الأب اليسوعي أن سلطة الأزهر وملك السعودية الى جانب مصر قد يتحالفون معًا لتغيير العالم الإسلامي ولكن الموضوع قد يحتاج على الأقل 10 سنوات لنبدأ بعدها بلمس النتائج، ولكن تبقى الخطوة الأولى هي الأهم.

من الجدير بالذكر أن تطوير القرآن وتحديثه بدأ عام 1900 حين كان محمد عبدوه شخصية رئيسية في الأزهر ولكن للأسف أوقف تلميذه رشيد رضا الزخم الإصلاحي ليصبح بعد ذلك الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين وهي الجماعة التي تفسر القرآن حرفيًّا.

أخيرًا، ختم الأب خليل آملا أن تكون هذه المواقف المتخذة ضد العنف الذي تمارسه الجماعات الإسلامية بداية إصلاح إسلامي وهو أمر عظيم يريده العديد من المسلمين!

Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير