البابا فرنسيس: نحن خَدَمة للمصالحة بفضل نعمة الله

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين بالدورة التي تنظمها محكمة التوبة الرسولية حول سرّ الاعتراف وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: تشكل الأسرار مكان قرب الله وحنانه تجاه البشر؛ إنها الأسلوب الملموس الذي من خلاله يأتي الله للقائنا. ومن بين هذه الأسرار، يُظهر سرّ المصالحة بفعاليّة خاصة وجه الله الرحوم. لا ننسينَّ هذا الأمر أبدًا كتائبين وكمُعرّفين: لا توجد أي خطيئة لا يمكن لله أن يغفرها! وفي ضوء عطيّة الله الرائعة هذه أرغب في التوقف عند ثلاث نقاط ضروريّة: عيش السرّ كأداة للتربية على الرحمة، السماح للسرّ الذي نحتفل به بأن يُعلّمنا، المحافظة على نظرنا موجّهًا نحو الله.

Share this Entry

تابع الأب الأقدس يقول إن عيش السرّ كأداة للتربية على الرحمة يعني أن نساعد إخوتنا على عيش خبرة السلام والتفهُّم الإنساني والمسيحي. إذ لا ينبغي على الاعتراف أن يكون “نوعًا من التعذيب” وإنما ينبغي على الجميع أن يخرجوا من كرسي الاعتراف بقلب يفيض بالفرح ووجه مُنير بالرجاء، حتى ولو كان أحيانًا مغسولاً بدموع الارتداد والفرح الذي ينبع منه. ينبغي على الاعتراف أن يكون لقاء محررًا غنيًّا بالإنسانيّة فيشعر المؤمن عندها بأنه مدعوٌّ للاعتراف بشكل متواتر ويتعلّم عيش هذا السرّ بشكل أفضل.

أضاف الحبر الأعظم يقول: لذلك أيها المعرفون أقول لكم: اسمحوا لسرّ الاعتراف بأن يُعلّمكم! كم من مرّة نُصغي إلى اعترافات تبنينا! إخوة وأخوات يعيشون شركة شخصية وكنسيّة حقيقيّة مع الرب وحبًّا صادقًا تجاه الإخوة. نفوس بسيطة، نفوس فقراء بالروح يستسلمون للرب بشكل كامل ويثقون بالكنيسة وبالتالي بالمُعرِّف أيضًا، ولذلك يُعطى لنا غالبًا أن نشهد على أعاجيب ارتداد حقيقيّة. ما أجمل أن نقبل هؤلاء الإخوة والأخوات التائبين بعناق الأب الرحيم الذي يحبنا ويفرح من كلّ قلبه بكل ابن يعود إليه. ما أعظم ما يمكننا تعلّمه من ارتداد وتوبة إخوتنا! هم يدفعوننا لنفحص ضميرنا بدورنا أيضًا: أنا، الكاهن، هل أُحبُّ الرب الذي جعلني خادمًا لرحمته؟ أنا، المُعرِّف، هل أنا مُستعدٌّ للتغيير والارتداد كهذا التائب الذي جُعلت لخدمته؟

عندما نُصغي إلى اعترافات المؤمنين، تابع البابا فرنسيس يقول، ينبغي علينا على الدوام أن نوجّه نظرنا الداخلي نحو السماء، نحو الله. ينبغي علينا أن نُحيي فينا مُجدّدًا اليقين بأن هذه الخدمة لم ننلها من أجل جدارة أو كفاءة ما، أو من أجل مؤهلاتنا اللاهوتيّة والقانونيّة، أو من أجل ميزاتنا الإنسانية. لقد جُعلنا خَدَمة للمصالحة بفضل نعمة الله، مجّانًا وبدافع الحب، لا بل بدافع الرحمة. نحن خدمة الرحمة بفضل رحمة الله وبالتالي لا ينبغي علينا أبدًا أن نفقد نظرتنا هذه التي تجعلنا متواضعين ورحماء تجاه كل أخ وأخت يطلبون الاعتراف. لذلك فالكنيسة مدعوة لتربية أعضائها – كهنة ورهبان وعلمانيون – على “فنّ المرافقة”، لكي يتعلّم كل منهم وعلى الدوام كيف يخلع نعليه أمام أرض الآخر المقدسة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أتمنى لكم أيها الإخوة الأعزاء أن تستفيدوا من زمن الصوم هذا للارتداد الشخصيّ وتتكرّسوا بسخاء للإصغاء إلى الاعترافات، فيتمكن هكذا شعب الله من الوصول مُطهّرًا إلى عيد الفصح الذي يمثل انتصار الرحمة الإلهية النهائي على كلّ الشر الموجود في العالم. لنكل أنفسنا إلى شفاعة العذراء مريم، أم الرحمة وملجأ الخطأة. أمنحكم بركتي وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير