“افرحي يا اورشليم ، وزيّني غُرفة عُرسكِ يا صهيون ، لأن هو المسيح مٓلِكُكِ آتٍ وديعاً متواضعاً راكباً أتانه ليدخل غرفة عُرسكِ يا صهيون ، ونحن نهتف ، هوشعنا تبارك الآتي باسم الرّب عظيم الرحمة ” ( صلاة مدخل القداس حسب الطقس الأرمني ) .
” تٓبارك الآتي باسم الرّب ! هو شعنا في العُلى ” ( متى ٢١ : ٩ ) ” تبارك الملك الآتي باسم الرّب ! السلام في السماء ! والمجدُ في العُلى ! ” ( لوقا ١٩ : ٣٨ )
يذكرنا عيد الشعانين بدعوتنا للقداسة ، إقتداءً بالسيد المسيح .يحثّنا إيماننا المسيحي على مرافقة يسوع المتألم ، على درب جلجلة الحياة ، معلنين إياه ، ملك المجد رغم أسبوع الآلام والصلب ، المنتصر على الشر بالمحبة ، وعلى الموت بالقيامة . سيد الحياة والتاريخ ، وأمل أورشليم السماوية ، يدخل أورشليم لأول مرة باستقبال رسمي وحفاوة لا مثيل لها ، هو العارف قلوب الناس بما فيها من تقلّبات، وإن الكلمة الأخيرة له وليست للوجع والحزن ، وينتهي أسبوع الألام بيوم سبت النور الساطع من القبر الفارغ .إعلاننا أن المسيح هو ” المُخلّص ” الوحيد ، حافز لنا للإجابة بشهادة حياتنا على سؤال الإنسانية المفتشة والباحثة عن السعادة :” من هذا الرجل ؟ ” . هذا الرجل ، هو الذي قلب مفاهيم العالم الدنيوية إلى سماوية ، وجعل قلوب الناس المتحجرة مليئة بالأخوة .هو الذي أحبّنا في البداية ولا يزال أميناً لمحبّته ليرفعنا ويؤلهنا .” هوشعنا ” تنشر على الأرض سعادةً وسلاماً ، محبةً والتزاماً ، حياةً و شهادةً ، مشعة أعمال المسيح الإنسانية والإلهية لتقديس الإنسان وإسعاده .المسيحي ، بتواضع كامل ، يرافق المسيح بدون قيد أو شرط ، في صلاته وتقدمته للآب السماوي وعمل مشيئته . يُقدّس ذاته مقتدياً بحياة معلمه الإلهي ، ومطيعاً لصوت المحبّة ، وجاعلاً من ذاته ، خادماً للإنسانية المحتارة والضالة باختراعاتها الفتّاكة والمدّمرة .قيامة المسيح ومجده هما إشعاع لمحبة الصليب فينا . وعظمة الإنسان هي في محبته و خدماته لإخوته البشر . طوبى للإنسان الذي يتأمل وجه المسيح المتألم ويشاركه أفكاره ، لإنه سيجد جسد الرب القائم من بين الأموات ، فتكون له الحياة .