روما، 1 يناير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الأول من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
أم الله
إذا كانت مريم هي التي تلد الرب حقاً، إذا كانت تحمل في أحشائها من غلب الموت بالموت ومن هو الحياة بكل ما للكلمة من معنى، فمن هي أم الله هي حقاً “ولادة جديدة”: بل هي وجه جديد للولادة منخرطة في الوجه القديم، تماماً كما أن مريم هي العهد الجديد وسط العهد القديم، وإن كجزءٍٍ من العهد القديم. وتلك الولادة ليست موتاً، بل هي تحوّل وصيرورة، وتفتّق للحياة يبدّد الموت ويتركه نهائياً وراءنا.
ويشير لقب “أم الله”، من جهة، إلى العذراء مريم: فهذه الحياة لا تُستمد من خلال الموت والتحول اليومي، بل هي بداية بحتة. ومن جهة أخرى، يشير العنوان إلى الصعود: فمن هذه الحياة تأتي الحياة وحدها، وليس الموت. وهذه “الولادة” الجديدة لا تفترض خلع الذات القديمة كشرط أساسي لا بدّ منه، بل هي تثبيت نهائي للذات ككل.
(ترجمة وكالة زينيت العالمية)