الإنشاد والتسبيح هو سبيل مثالي للحديث عن الله

بحسب تعليم ديونيسيوس الأريوباجي

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 14 مايو 2008 (Zenit.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء عن شخصية “غامضة” من القرن السادس، وهو كاتب كتب باللغة اليونانية تحت اسم مستعار: ديونيسيوس الأريوباجي. وأشار البابا أن الأطروحة المرجحة وراء هذا التخفي هو تواضع الكاتب الذي أراد أن يشرق نور الإنجيل في اللغة اليونانية دون أن يتألق هو وراء هذا العمل.

ويعود اختياره لاسم ديونيسيوس الأريوباجي، بحسب ما أوضح البابا إلى رغبته في أن “يفعل ما كان يريد فعله ديونيسيوس”، أي “أن يجعل الفكر اليوناني يلتقي بتبشير القديس بولس؛ وأن يضحي، كيوناني، تلميذًا لبولس وبالتالي تلميذًا للمسيح”.

وأوضح البابا أن ميزة لاهوتية هي أنه “لاهوت غير مخصخص”، أي “إنه لاهوت يعبر عن فكر ولغة عامة”.

وأوضح أن الكاتب لم يكن يريد أن يدخل في جدل ما بعد مجمع خلقيدونية؛ بل كما يشير ديونيسوس المنحول بالذات  في رسالته السابعة: “لا أريد أن أجادل؛ أتكلم ببساطة عن الحقيقة، وأبحث عن الحقيقة”.

وأشار البابا أن هذا البحث عن الحقيقة وهذا الحب لها يلعب دوره في تهافت الضلال فقال: “نور الحق يهدم من تلقاء نفسه الأخطاء ويحرر إشعاع ما هو صالح”. وبهذا المبدأ طهّر ديونيسيوس الفكر اليوناني وربطه بالإنجيل.

ولفت بندكتس السادس عشر أن هذا المبدأ الذي يتحدث عنه في الرسالة السابعة، “هو أيضًا تعبير عن روح حوار حقيقي: أن نبحث لا عن الأمور التي تفرّق، بل البحث عن الحقيقة في الحقيقة عينها؛ وهي بدورها تشعّ وتدحض الضلال”.

الليتورجية

ولفت البابا أن إحدى عناصر لاهوت ديونيسيوس الأريوباجي المنحول هي الليتورجية، “التي هي في ظاهرها مجرد كنسية”، ولكنها في الحقيقة تضحي واسعة وكبيرة، “تضحي عربون اتحادنا بلغة سائر الخلائق”. فالأريوباجي يتحدث عن تسلسل كنسي ينطلق من السرافيم، مرورًا بالملائكة ورؤساء الملائكة، وصولاً إلى الإنسان وسائر المخلوقات، وهي مدعوة كلها للتعبير عن تناغم الخلق وأن تكون نشيد ليتورجية ونشيد تسبيح للخالق.

يقول ديونيسيوس في هذا الصدد أنه “لا يمكننا أن نتحدث عن الله بشكل مجرد؛ الكلام عن الله هو دومًا – يقولها بكلمة يونانية – ” hymnein ” أي إنشاد لله عبر نشيد الخلائق العظيم، الذي ينعكس ويضحي ملموسًا في التسبيح الليتورجي”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير