حب الفقراء هو ليتورجية عبادة

بحسب بندكتس السادس عشر

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 1 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – ترفض الليتورجية المسيحية التمييز بين العبادة والحياة، فمحبة الفقراء بالنسبة للمسيحي هي ليتورجية، هي فعل عبادة. والرب الذي يدعو المؤمن إلى لقائه بالصلاة، يدعوه أيضًا إلى لقائه وبالشكل عينه في القريب، لأنه، بحسب ما يعلم يسوع: “كل ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار لي قد فعلتموه”. وبالتالي فإن كمال محبة الله لا ينحصر بالعبادة بل يكتمل بعيش الرأفة نحو الإخوة، لا كعمل حسنة من الأعلى إلى الأسفل، بل كفعل عرفان نحو الرب نعبّر فيه عن عرفاننا، ونمارس نحو الآخرين الرحمة التي تلقيناها بدورنا من الرب، حاملين إليهم التعزية عينها التي عزانا بها الرب.

توقف البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء اليوم على هذه الفكرة عندما ذكر بما دعا مجمع أورشليم بولس وبرنابا إلى عيشه أي خدمة الفقراء. وقد قام بولس بأمانة بهذه الخدمة بحسب ما تشهد بذلك رسائله، وبشكل خاص الرسالة الثانية إلى الكورنثيين (راجع 8 – 9) والقسم النهائي من الرسالة إلى الرومانيين (راجع رو 15)، حيث “يبين بولس أمانته للقرارات التي نتجت عن المجمع”.

ليتورجية المحبة

وبالحديث عن محبة جماعات بولس للفقراء قال البابا: “لربما لم يعد بإمكاننا أن نفهم ملء المعنى الذي يعلقه بولس وجماعاته على جمع المال لأجل فقراء أورشليم. فالمبادرة هي أمر جديد بالكلية في إطار الأعمال الدينية: لم تكن أمرًا إلزاميًا، بل حرًا ومتعلقًا بالمبادرة الفردية؛ وقد اشتركت به كل الكنائس التي أسسها بولس في الغرب”.

وأضاف: “كانت الحسنة تعبّر عن دَين جماعاته للكنيسة الأم في فلسطين، التي نالوا منها هبة الإنجيل التي لا توصف. يولي بولس قيمة كبيرة جدًا لعمل الشركة هذا والذي نادرًا ما يسميه “حسنة”: فهو بالنسبة له “خدمة”، “بركة”، “محبة”، “نعمة” لا بل “ليتورجية” (2كور 9). تدهشنا، بشكل خاص، هذه الكلمة الأخيرة التي تعطي جمع المال الخيري طابع العبادة: فمن ناحية هي إيماءة ليتورجية أو “خدمة”، تقدمها جماعات الله، ومن ناحية أخرى هي فعل محبة لأجل الشعب”.

ثم علق بالقول: “يتماشى حب الفقراء والليتورجيا سوية، فحب الفقراء هو ليتورجية. وهذان الأفقان هما حاضران في كل ليتورجية تعيشها الكنيسة وتحتفل بها، فالليتورجية بطبيعتها ترفض التمييز بين العبادة والحياة، بين الإيمان والأعمال، بين الصلاة ومحبة الإخوة”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير