الثالث عشر من أكتوبر
روما الاثنين 13 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
لا يمكن الفصل بين مريم والمسيح
لا تتمتع مريم بعلاقة فريدة بالمسيح وحده، كابن الله الذي أراد كإنسان أن يضحي ابنها. بل أيضًا، وبما أنها كانت متحدة بالكلية بالمسيح، فهي أيضًا خاصتنا نحن. نعم، يمكننا أن نقول أن مريم قريبة منا أكثر من أي كائن بشري آخر، لأن المسيح يضحي بشرًا من أجل كل رجل وامرأة وكيانه بأسره هو “كيان لأجلنا”. المسيح-الرأس هو غير منفصل عن جسده الذي هو الكنيسة، ويشكل معها، كيانًا حياً فريدًا. أُم الرأس هي أيضًا أُم الكنيسة بأسرها؛ لقد أخلت مريم، بشكل ما، ذاتها بالكلية؛ لقد وهبت ذاتها بالكلية إلى المسيح ومن خلاله هي هبة لنا جميعًا. بالواقع، بقدر ما يهب الكائن البشري ذاته، بقدر ذلك يجد ذاته. ومريم هي متداخلة بشكل كبير في سر الكنيسة، لدرجة أنه لا يمكن الفصل بينها وبين الكنيسة، تمامًا كما أنه لا يمكن الفصل بينها وبين المسيح. تعكس مريم صورة الكنيسة، وتستبق الكنيسة في شخصها، وفي كل المضايق التي تصيب الكنيسة المتألمة والمجاهدة، تبقى مريم نجمة الخلاص. في مريم نجد محور ثقتنا الحقيقي، حتى ولو أن الأطراف غالبًا ما تثقل روحنا. في مريم، البريئة من الدنس، نجد جوهر الكنيسة دون أي تشويه. يجب علينا أن نتعلم منها أن نضحي بدورنا “نفوسًا كنسية” لكي نتمكن، بانسجام مع كلمات القديس بولس، أن نحفظ أنفسنا “دون لوم” في نظر الرب، تمامًا كما أرادنا منذ البدء (راجع كول 1، 21 – 2؛ أف 1، 4). مريم هي إسرائيل المقدس: تقول مريم “نعم” إلى الرب، وتضع نفسها بكليتها في خدمته، وتضحي بالتالي، هيكل الله المقدس والحي.