روما، الأحد 26 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس والعشرون من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
طبيعة العهد
من طبع الله أن يحب ما خلق؛ ولذا من طبيعته أن يرتبط، وفي قيامه بذلك، يسير مسيرة الصليب. وبالتالي، بحسب نظر الكتاب المقدس، تؤدي طبيعة عمل الله اللامشروطة إلى علاقة ثنائية تضحي فيها الوصية عهدًا. لقد وصف آباء الكنيسة هذه الثنائية الجديدة، التي تنبع من الإيمان بالمسيح محقق الوعود بعبارتين: “تجسد الله” و “تأليه الإنسان”. يرتبط الله بنا عبر هبة الكتاب المقدس ككلمة وعد ملزمة، ولكنه يذهب أبعد من ذلك عبر ربط ذاته، ووجوده، بالخليقة البشرية آخذًا الطبيعة البشرية. هذا يعني بأن حلم الإنسان الأولي يضحي حقيقة، إذ يضحي الإنسان “مثل الله”: في تبادل الطبائع، أضحت طبيعة العهد اللامشروطة علاقة ثنائية نهائية… عندما نقول أن الإنسان هو صورة الله، فهذا يعني أنه خلق للدخول في علاقة، وأنه يسعى إلى العلاقة التي هي ركيزة وجوده. في هذا الإطار، يشكل العهد جواب الإنسان كصورة الله؛ يبين لنا العهد هويتنا وهوية الله. وبالنسبة لله، كونه علاقة بكليته، لن يكون العهد أمرًا خارجيًا في التاريخ، بعيدًا عن كيانه، بل التعبير عن ذاته، و”تألق وجهه”.