روما، 1 فبراير 2007 (ZENIT.org). – “نعيش في أزمنة مميزة، نحن في فصل جديد، ربيع أخوة مسيحية تظهر عبر عمل قادة الكنائس، وبالأخص، عبر البابا بندكتس السادس عشر.
هذا ما قاله الأب جواكيم تسوبانوغلو، عميد كنيسة الروم الأرثوذكس في مرسيليا، والنائب الأسقفي في منطقة ميدي (فرنسا) وعضو أرثوذكسي في اللجنة اللاهوتية العالمية، وقد أُوكل إليه مؤخرًا صياغة النصوص النهائية لأسبوع الصلاة لوحدة المسيحيين.
* * *
ماذا أثر فيكم بشكل خاص من حياة جماعة أوملازي (جنوب إفريقيا)، التي أوكل إليها تحضير النصوص الأولية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذه السنة؟
إن أكثر ما أثر فينا هو، فوق كل شيء، الألم الكبير الذي يعيشه هذا الشعب والذي يفوق بقدر لا يصدق إمكانية الألم الذي يمكننا أن نعيشه في الغرب: الفقر، البؤس والعنف، المرض والموت. والمدهش أنه على الرغم من كل ذلك، يحافظ هذا الشعب على رجاء زاخر في قيامة المسيح.
ونلاحظ أيضًا أن الكنائس في تلك الأماكن، تقوم بجهد مشترك وكبير من أجل تخفيف الآلام سوية. فتجري المشاركة في مسيرة مسكونية هامة، مبنية على الصلاة التي تعطي القوة والشجاعة للنجاح في تخطي حالة الموت هذه. ففي هذه المناطق، مئات، بل آلاف الأشخاص يلقون حتفهم بسبب مرض فقدان المناعة – الأيدز. والكنيسة حاضرة بشكل مسكوني إلى جانب هؤلاء الأشخاص الممتلئين انتظارًا نحو النور المنبعث من قيامة المسيح.
في أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس، دعي المسيحيون في كل العالم إلى الصلاة من أجل الشفاء من الصمم و من الخرس بشكل عملي. هل تعتقد أن الكاثوليك والأرثوذكس والمصلحين يعيرون الأهمية نفسها لهذا الموضوع؟
أعتقد أن هذا الموضوع هو حاضر بقوة في الفريق العالمي، وأعني موضوع “كسر جدار الصمت”، مع فوارق متعلقة بكل قسم. ولكن من الواضح أن الكنيسة حاضرة، بمختلف عناصرها، للإصغاء إلى صراخ الألم وإلى التجاوب معه. فالموضوع مكنونه ألا تُترك هذه الشعوب منعزلة في اهتماماتها، بل أن تُحمل في الصلاة وفي العمل.
وأعتقد أنه بإمكان كل المسيحيين أن يفهموا هذا وأن يطبقوه. وهذا ما جرى عندنا في أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس: فقد جرى لقاء مسكوني في الكنيسة الأرمنية في مرسيليا. وتحدث أسقف كاثوليكي بالإضافة إلى ممثلين عن الكنائس الأخرى، واتفقوا جميعًا على ضرورة إعطاء صدىً لتلك الحالة التي “لا صوت لها”.
كسرُ جدار الصمت يعني أيضًا كسرَ بعض الممنوعات، والسعي إلى تخطي الانقسامات. هل تعتقد أنه تم القيام بجهود عملية في هذا الاتجاه من قبل الكنائس بشكل عام، والأرثوذكس بشكل خاص؟
من الواضح أن لكلٍ مشاكله، مشاكل أصغر من المشاكل الروحية واللاهوتية، كمشكلة العيش في خدمة العالم دون الخضوع للعالم. مشكلة الأرثوذكس هي أنهم أدانوا الوطنية والعرقية، أي الانطواء على الذات. أدانوها ولكنهم يعانون منها في الوقت نفسه. وهناك حاجة إلى الوقت للتخلص من أسلوب التفكير هذا، وفي الوقت عينه الألم الذي ينتج عن هذه العقلية كبير. كما تعرفون، إن عيش الانطواء على الذات هو مرض كالسرطان.
ولا يجب أن نخجل من أن نقول الأمور كما هي. فهذا هو تاريخ الخلاف بين الروم (اليونانيين) وبين الروس. ومن الواضح أن يجهد روح الانقسام الخبيث حتى في أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس. لذا على الأرثوذكسية أن تجهد في حل مشكلة الانطواء على الذات هذه.
وفي الوقت عينه، بالإضافة إلى هدف العمل المسكوني، والتعاون والتبادل من أجل التوصل إلى الشراكة في الكأس الواحدة، هناك عمل مسكوني عملي ومباشر، مبني على التعاون العملي بين الكنائس.
فوحدة المسيحيين لا تقتصر فقط على عقد لقاءات، ولو جميلة وسخية، بل هي السير والنمو نحو الشراكة الكاملة، كما أراد المسيح، وعلى نموذج الحياة الثالوثية، إذا صح الكلام عن نموذج ثالوثي. أي شراكة الآب والابن والروح القدس: فهذا هو نموذج الكنيسة الموحدة.