روما، 16 فبراير 2007 (ZENIT.org). – هناك بعض العلامات والأدلة التي قد تثير الشكوك حول دخول ولد في شرك الشيع الشيطانية. ولكن، من الممكن الخروج من هذا الشرك. ويبقى الدور الرئيسي في هذا للعائلة.
وقامت مجلة http://www.stpauls.it/fc/ وهي أسبوعية تصدرها مكتبة (San Paolo)، في عددها الصادر في 4 فبراير، بدراسة حول الأبعاد الطبية والدينية المتعلقة بهذه الظاهرة، مزودة النص بشهادات ثمينة.
وصرح الطبيب النفسي، البروفسور طونينو كانتلمي، أنه “في دراسة أقمناها مؤخرًا، اكتشفنا أن واحدًا على عشرة مراهقين يواجه خطر الوقوع في أشراك الظاهرة الشيطانية”.
واعتبر الطبيب هذه “النسبة مرعبة”، ولكن “الأمر الأكثر مأساوية هو أن نسبة عالية من الشبيبة التي تم استطلاع رأيها، قد أعلنت أنها مستعدة للتحالف مع الشيطان إذا ما قدم لها السلطة والمال”.
هذا وإن الطبيب المذكور قد أصدر كتابًا حول موضوع الشيع الشيطانية بعنوان: (كتاب الشيطانية الأسود) ” Il libro nero del satanismo” (Ed. San Paolo).
ولم يتوانَ البروفسور طونينو كانتلمي من فضح النداءات الشيطانية في كثير من الكتب، المجلات، المواقع الاكترونية، أو السينما. فعلى سبيل المثال، الرسوم المتحركة الداعية إلى العنف وإلى الحصول على التحكم والسيطرة على الآخرين.
وأشار كانتلمي أن الإيديولوجية الشيطانية “ليست انعدامًا للقيم – فلو كانت كذلك لسَهُلت مقاومتها – بل هي قيم معاكسة، إقرار الشر كقيمة خلقية”.
وأكد الطبيب أن “انتشار الجماعات الشيطانية هو نتيجة لنقص القيم القوية، فالعائلات لا تقوم بنقل القيم إلى الأبناء، لأن الأهل تخلوا عن دورهم كأهل”.
العوارض وسبل التحرر
الشيطانية ظاهرة مستعرضة ومن الممكن أن تستهوي أشخاصًا من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، عائلات ملحدة أو متدينة، في المدن أو في القرى. ومن هنا تتأتى صعوبة معرفة ما إذا كان الأبناء ضحايا لهذه الظاهرة.
ولكن، بالرغم من كل شيء، فالأبناء “يرسلون إشارات عدة إلى الأهل. يكفي أن نعرف كيف نتلقاها. فعلى سبيل المثال، تجدر ملاحظة طريقة ارتداء الثياب التي يرتدون، الأماكن التي يرتادون اليها، وأنهم يميلون إلى التخلي عن الصداقات القديمة”.
ومن بين الشباب الأكثر تعرضًا تحدث الأستاذ عن الانعزاليين، والذين يعيشون حالات نزاع مع العائلة.
ويبين الكتاب المذكور أعلاه العوارض التي ينبغي أن تدفع الأهل إلى التيقظ على حالة ولدهم: تغيير سريع في المزاج، الكآبة، العدوانية، القلق، الميل إلى الثورة والنفور، ضعف القدرة على التركيز، الميل إلى العزلة، رفض قطعي لقيم العائلة الدينية، ميل إلى السحر والطقوس الغريبة والخفية والرمزية…
ويصرح البروفسور كانتلمي أنه من الممكن الخروج من دوامة الشيطانية: “نود أن تعرف العائلات أن هناك سبلاً علاجية متخصصة قادرة أن تُخرج الأبناء من هذه الحالة، وتعرف بـ ” exit strategy therapy”
الجماعات الشيطانية هي عادة جماعات متلاحمة بقوة، ويجد المراهق صعوبة كبيرة في التخلص منها، ولكن على المراهق أن يعرف أنه من الممكن التحرر، “بدءًا بمرافقة نفسية، ثم عبر وسائل اجتماعية وقانونية، وشبكة حماية”.
“من الضروري أن يعرف المراهق أنه ليس وحيدًا وأن هناك دومًا من يهتم به”.
صوت الكنيسة: الانتباه على عدم انطفاء الإيمان بالله
من المنظور الكنسي، تقول المجلة بأنه بوجه ظاهرة الشيطانية، يجب أن نتذكر أن من يتكل على الرب، لا يستطيع الشرير أن يقترب منه.
وقد تحدث رئيس أساقفة تورينو، الكاردينال سيفيرينو بولتّو، إلى”العائلة المسيحية” نظرًا لأنه عين في الأشهر الأخيرة أربعة مقسمين. وقال الكاردينال: “ليس لدي أدنى شك بوجود الشيطان، وبعمله في قلوب البشر لكي يقودهم إلى الشر”.
وتابع: “لذا فإن تحفظ الكنيسة في الكلام عن هذا الموضوع، لا يعني إنكارًا لوجود وعمل الشيطان الذي تتحدث عنه الحقيقة الموحاة”.
“ولكن لا يجب في الحالات التي يصعب فهمها، أن نتسرع في الحكم بأنها مس شيطاني. يجب أن نكون حذيرين جدًا في هذه الحالات”.
وينصح الكاردينال الأشخاص الذين يظنون أنهم يعانون من مضايقات شيطانية بالتوجه إلى كاهن يثقون به، فغالبًا ما يكون المعرف هو الحل.
واعتبر الكاردينال أن “ضعف الإيمان بالله يفتح البوابة إلى الخرافة والشعوذة وغيرها من الشرور”.
ويحذر الكاردينال ألا “نتناسى الشيطان من جهة”، ومن جهة أخرى يطلب ألا نقع في التطرف المقابل والمتمثل بـ “رؤية الشيطان في كل شيء”، أو “الإفراط في الكلام عنه”.
وأضاف: “هذا لأننا مدعوون إلى إعلان حب الله، والله هو أقوى من الشيطان”.
وقال مقسم أبرشية روما الأب غبريال أمورت البالغ من العمر 82 سنة أن الشيطان يحضر بشكل أكبر “عندما نعتقد أنه غير موجود”.
وأضاف: “قال البابا بولس السادس في 15 نوفمبر 1972 أثناء مقابلة عامة: ”من لا يؤمن بوجود الشيطان، يضع نفسه خارج الكنيسة””. ثم أضاف الأب أمورت، ومرة كنت أتحدث إلى البابا يوحنا بولس الثاني عن الأساقفة الذين لا يؤمنون بوجود الشيطان فأجابني بشكل قاطع: “من لا يؤمن بالشيطان، لا يؤمن بالإنجيل”.
ويعتبر الأب أمورت أن حضور الشيطان حاليًا يظهر عبر واقع انخفاض الإيمان بالله وازدهار الخرافة”.
وختم الأب أمورت قائلاً: “إذا صلى الإنسان وعاش متحدًا بالله، لا يبقى لديه ما يخافه”.