روما، الجمعة 13 يناير 2012 (ZENIT.org)- على الرغم من التحديّات التي يُواجهها الحوار المسكونيّ لا يزالُ الكاردينال كرت كوش عنده أملٌ في الصّلاة التي يُمكن “أن تهدمَ أسوارًا”.
في الوقت الذي يتحضّر فيه المسيحيّون إلى أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين (18-25 يناير)، أشارَ رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيّين عبر أثير راديو الفاتيكان إلى التطوّرات الأخيرة على صعيد الحوار المسكونيّ.
تحملُ النصوص اليوميّة لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين ولعام 2012 الموضوع التالي: “سنتبدّل جميعًا بانتصار سيّدنا يسوع المسيح” (1 كور 15، 51-58) . وقد حضّر هذه النصوص كلّ من المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيّين ولجنة “الإيمان والدستور” من مجلس الكنائس المسكونيّ.
أمّا الاحتفال المسكونيّ فيأتي من بولونيا حيث شكّلَت جماعةٌ مسكونيّة ليتورجيّةً من خلال خبرات المسيحيّين البولونيّين الذين عرفوا أوقاتَ فرحٍ وأوقات شدّة.
كما شدّد الكاردينال كوش على أهميّة الصلاة كمحرّك للمسكونيّة.
لقد رجّح الكاردينال كاسبر أنّه لن نتمكّن من الوصولِ إلى الوحدةِ إلّا بخطواتٍ صغيرة ولكن ستنهارُ يومًا ما الأسوارُ المبنيّة بين الكنائس كما انهارَ بغتةً جدارُ برلين. فما رأيكم بذلك؟
لن أؤكّدَ لكم ذلك ولكن فلنأمل خيرًا. كما أنّ أحدًا لم يتوقّع انهيارَ جدار برلين: وقد تمّ بهذه البساطة أو بالأحرى فقد حدث هذا الانهيار عبر الصّلاة، وكانت قد رُفعت آنذاك الكثيرُ من الصلوات… فقد حدثت في برلين “ثورةُ شموعٍ”. وأعتقدُ أنّه إن تعمّقنا في المسكونيّة الروحيّة فقد تحدثُ العجائب.
ما هي إذن التحديّات التي تُواجهها المسكونيّة اليوم؟
لقد حدثت تبدّلات شتّى في السنين والعقود الأخيرة فالعديدُ من الكنائس باشرت في التفكّر حول هويّتها الطائفيّة وقد يُشكّل ذلك فائدةً كبيرة إذ يجبُ امتلاكَ هويّة واضحة لإدارة الحوار.
والتحدّي الثاني هو في تعريفاتنا المتعدّدة “للوحدة” ممّا يجعلُ المهمّة صعبة. كما تكمن صعوبةٌ أخرى في فورةِ التيّارات الخمسينيّة (بنتكوستالية) البروتستانيّة التي تشكّلُ واقعًا جديدًا في العالم أجمع فهي التيّار الثاني من حيث العدد بعدَ الكنيسة الكاثوليكيّة. إذ باتَ بإمكاننا التكلّم “بخمسننة” المسكونيّة…
أمّا التبدّل الرابع فهو قائمٌ على الأسئلة الأخلاقيّة الجدليّة بين الكنائس، وهذا ما نسمّيه بالمسألة الأنتروبولوجيّة: فنحن اليومَ أمام تحدٍّ يحثّنا عل تنمية الأنتروبولوجيّة المسكونيّة وتنمية عقيدة جديدة للبشر.
ما هي انعكاساتُ أزمة اليورو على المسكونيّة؟ أوَقد تكون هذه الانعكاسات سلبيّة؟
قد تشكّل أزمة اليورو انعكاسات سلبيّة على المسكونيّة فالمشاكلُ المشتركة قد تولّدُ صعوبات مشتركة. ولكن هذا ما أعتبره تحدٍّ يحثّنا على الاتّحاد والسعي إلى إيجاد سُبل مشتركة، حتّى في المجال الأخلاقي والاجتماعي. ونشيرُ إلى أنّه في الأوقات الحاليّة تتمّ مبادراتٌ واعدة مع الكنائس الأورثوذوكسيّة.
على ضوءِ التبشير الجديد، هل يمكنُ أن يُشكّلَ نجاح المسكونيّة إشارةً إلى الملحدين تدلّهم على مدى قوّة الكنيسة المتّحدة؟
بالطّبع يملكُ التبشير الجديد بُعدًا في المسكونيّة وهذا ما عبّر عنه بوضوحٍ البابا في مناسبةِ تأسيس الرعيّة الجديدة (ملاحظة: أُسّس المجلس الحبريّ لتعزيز التبشير الجديد في 21 سبتمبر 2010). كما إنّني مقتنعٌ أنّنّا نشجّعُ تفكّرَ الأفراد بتقديمنا شهادةً واحدة ومشتركة في مجتمعنا.