كلمة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة التبشير الملائكي يوم الأحد 29 يناير 2012

إحلال سلام المسيح في كلّ مكان

Share this Entry

روما، الاثنين 30 يناير2012 (ZENIT.org). – في الأحد الأخير من الشهر المخصص للسلام، دعا البابا بندكتس السادس عشر الأولاد إلى “إحلال سلام المسيح في كلّ مكان”، كما سأل الله عطية السلام في الأراضي المقدسة.
ننشر في ما يلي الكلمة التي تلاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نهار الأحد 29 يناير 2010.
* * *
إخوتي وأخواتي الأعزاء،
نرى في إنجيل هذا الأحد (مر 1، 21-28) يسوع يعلّم يوم السبت في مجمع كفرناحوم، المدينة الصغيرة على شاطئ بحيرة الجليل حيث كان يسكن بطرس وأخوه أندراوس. وتبِع تعليمَه الذي كان يثير دهشة الناس شفاءُ “رَجُل فيهِ رُوحٌ نَجِس” (آية 23)، والذي اعترف بأنّ يسوع هو “قُدّوسُ الله”، أي المسيح. وفي وقت قليل، ذاع ذكره في كلّ المنطقة حيث كان يطوف معلناً ملكوت الله، وشافياً المرضى المصابين بشتى أنواع العلل، بالكلمة والفعل. ويتأمّل القديس يوحنا فم الذهب كيف أنّ الرب “بدّل خطاباته بما هو في مصلحة من كلّمهم، منتقلاً من المعجزات إلى الكلام، ومن التعاليم إلى المعجزات” (Hom. sur Matthieu 25, 1: PG 57, 328).
إنّ الكلمة التي يوجهها يسوع للبشر تفتح مباشرةً الطريق نحو مشيئة الآب وحقيقة ذواتنا. إلا أنّه لم يكن كذلك بالنسبة للكتبة الذين كانوا يجهدون أنفسهم في تفسير الكتب المقدسة بأفكار وتأملات متعدّدة. فبالإضافة إلى فعالية الكلمة، كان يسوع يجمع فعالية علامات التحرّر من الشر.
ويلاحظ القديس أثناسيوس أنّ “السيطرة على الشياطين وطردها ليس عملاً بشرياً، بل إلهياً”؛ فالرب كان “يبعد عن البشر كل مرض وعيب. فمَن ممّن شهدوا قوّته كانوا ليشكّوا بعد في أنّه ابن الله وحكمة الله وقوة الله”؟ (Oratio de Incarnatione Verbi 18.19: PG 25, 128 BC.129 B)
فالسلطة الإلهية ليست من قوى الطبيعة، بل إنّها قوة محبة الله التي تخلق الكون، وبتجسّدها بالابن الوحيد ونزولها إلى بشريتنا، تشفي العالم الذي أفسدته الخطيئة. وكتب رومانو غوارديني: “إنّ حياة المسيح بكلّيتها هي ترجمة للسلطة في التواضع… إنّها السيادة التي تتّضع إلى مستوى الخدمة” (Il Potere, Brescia 1999, 141.142).
غالباً ما تعني السلطة للإنسان امتلاكاً وتسلّطاً ونجاحاً. أمّا بالنسبة إلى الله، فالسلطة هي خدمة وتواضع ومحبة، وهي تعني أن ندخل في منطق يسوع الذي ينحني ليغسل أرجل التلاميذ (راجع يو 13، 5)، ويبحث عن خير الإنسان الحقيقي، ويشفي الجراح. هو القادر أن يحبّ حباً كبيراً حتى بذل الذات لأنّه هو الحب.
تقول القديسة كاترينا السيانية في إحدى رسائلها: “علينا أن نعي ونفهم حقاً، وعلى ضوء الإيمان، بأنّ الله هو الحب المطلق والأبدي، وأنّه لن يريد لنا إلا ما هو لخيرنا” (Ep. 13 in: Le Lettere, vol. 3, Bologna 1999, 206).
إخوتي وأخواتي، نحتفل يوم الخميس المقبل في 2 فبراير بعيد تقدمة الرب إلى الهيكل، اليوم العالمي للحياة المكرّسة. فلنتضرّع بثقة لمريم الكلية القداسة كي تقود قلوبنا لننهل دائماً من الرحمة الإلهية التي تحرّر بشريتنا وتشفيها، وتملؤها بكلّ نعمة وعطف بقوة المحبة.
* * *
نقلته إلى العربية كريستل روحانا – وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير