نيودلهي، 6 فبراير 2006 (ZENIT.org). – التمييز والفقر هما الحالتان اللتان تعاني منهما الجماعة المسيحية في باكستان> هذا ما قاله رئيس الأساقفة الكاثوليك هناك.
وقد زار رئيس الأساقفة لورنس جون سالدانها نيودلهي الأسبوع الماضي وتحدث عن حالة المسيحيين في باكستان إلى رئيس لجنة الاتصالات الاجتماعية التابعة لمجلس أساقفة الهند الكاثوليك، الأب هنري دي سوزا.
“فقراء، معزولون وخاضعون للتمييز” ولكنهم “ثابتون على الإيمان”: هذه هي حالة المسيحيين في باكستان. والمسيحيون هناك أقلية صغيرة ولكنهم “فخورون بإيمانهم”: هذه كلمات رئيس الأساقفة لورنس جون سالدانها بحسب ما أوردته لجنة الاتصالات الاجتماعية التابعة لمجلس أساقفة الهند الكاثوليك.
يشكل المسلمون 97% من سكان باكستان البالغ عددهم 165 مليون نسمة. معظمهم من السنة (الشيعة 20%). ويشكل المسيحيون 2،5 % من نسبة السكان، ويبلغ عدد الكاثوليك 1،2 مليون مؤمن.
وأشار رئيس الأساقفة أن المسيحيين ينتمون إلى الطبقة الوسطى والفقيرة من المجتمع، ومعظمهم يفتقر إلى ثقافة أولية.
وقال: “بسبب الفقر، يضطر الأهل أن يسحبوا أطفالهم من المدارس وأن يرسلوهم إلى العمل لتحسين أوضاع العائلة المعيشية”.
“وهناك أيضًا – أضاف – عزل للمسيحيين عبر حواجز اجتماعية لا تسمح للمسيحيين بالتمتع بحقوق اجتماعية كغيرهم، لا بل يعانون من التمييز”.
ثم أردف: “ونظرًا للأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، يتم اعتبار المسيحيين كمرتبطين بالغرب، ولذا يقوم المتطرفون بمهاجمة الكنائس والمؤسسات المسيحية”.
والمسؤول عن هذا التمييز ضد المرأة وضد الأقليات الدينية هو التطرف الديني و”بالأخص أحكام حدود” (وهي أحكام مستوحاة من القرآن، تمنع أي تصرف غير متماشٍ مع الإسلام).
وما زالت باكستان تطبق قانونًا يعرف بـ “قانون التجديف”، رغم أن البرلمان الباكستاني كان قد أصدر قانونًا عام 2004 للتخفيف من وقع هذا القانون.
ويستعمل المتطرفون هذا القانون للانتقام من المناهضين السياسيين ومن الأعداء الشخصيين.
وبحسب رئيس الأساقفة لورنس جون سالدانها، يقوم المتطرفون بتطبيق الحكم بالاعدام بالسيف قبل صدور نتائج المحاكمة”.
هذه الحالة من عدم الأمان تدفع المسيحيين إلى الهرب من باكستان حالما يجدون فرصة سانحة.
رغم كل هذه الأوضاع، يعبر رئيس الأساقفة عن تفاؤله، معتبرًا أنه على صعيد الحوار مع السلطات، جرت تحسنات ملموسة السنة الماضية. و”الحكومة الباكستانية تسعى لكي تزيل عن صيتها وصمة التطرف، من خلال تعزيز الحوار بين الأديان”.