مونتريال، 27 فبراير 2007 (ZENIT.org). – صرح مدير المنظمة الكاثوليكية للحياة والعائلة في كندا (www.colf.ca) أن المعاقين والمشرفين على الموت هم بحاجة إلى حنو حقيقي، لا إلى موت سابق لأوانه.
وقد تحدث ميشال بولفا إلى زينيت عن الضغوط المتزايدة لنشر القتل الرحيم في كندا مبينًا كيف أن القتل الرحيم “يتصدر صفحات الجرائد الأولى منذ 15 سنة في كندا، في كل مرة يحصل حدث مأساوي أو تُقدم الحكومة مشروع قانون في هذا المضمار”.
واعتبر بولفا أن “ارتفاع معدل عمر السكان بالإضافة إلى تقدم العناية الطبية هما عاملين يدفعان إلى تعزيز القتل الرحيم”.
وأضاف: “يعتبر مشجعو هذه الممارسة التي لا تليق بالمجتمع المتحضر، أن لكلٍ الحق باختيار الوقت والطريقة التي يريد أن يموت بها، مصرحين أنه لا حق للمجتمع بفرض آلام أخرى على الأشخاص من خلال إجبارهم على العيش رغمًا عن إرادتهم”.
ثم تابع قائلاً: “تشير الأبحاث أن المجتمع الكندي منقسم بشكل متساوٍ بين من يرفض ومن يشجع هذه الممارسات” وشرح أنه من الضروري أن نكون محترسين في اعتبار هذه النسب “بسبب البلبلة الكبيرة الموجودة في الشعب. فالبعض يقول بأنه مع القتل الرحيم، ولكن ما يعنيه بالفعل هو رفضه للعناد العلاجي”.
وبالنسبة لموقف الكنيسة في كندا، قال بولفا: “بالإضافة إلى تعليمهم وعملهم الرسولي الذي يعزز قيمة الحياة البشرية دون شروط، لا يتأخر الأساقفة الكنديون في التدخل علنيًا كل مرة تدعو الحاجة إلى ذلك”.
وغالبًا ما تقبل الناس بالقتل الرحيم باسم الشفقة بغية تخفيف آلام المتألمين، وقد اعتبر بولفا أن “هذا مفهوم خاطئ للشفقة، لأنها عاجلاً أم آجلاً ستشكل خطرًا على المواطنين، وخصوصًا على الضعفاء، المرضى والمعاقين”.
واستنكر بولفا قائلا: “السعي إلى تخفيف الآلام من خلال القضاء على المتألم هو انحراف خلقي! والمريض الذي يطلب الموت لا يطلبه عادة بسبب الألم، بل كطلب مساعدة في وجه العزلة، وبسبب الشعور بأنه ثقل على كاهل الآخرين”.
ولذا “فالجواب الأفضل على طلبهم هو حضور أكبر مليء بالدفء الإنساني والحب. فهم بحاجة إلى العون وإلى المساعدة، كما وأنهم بحاجة إلى الاصغاء، وإلى عاطفة أحبائهم وإلى مساعدة ممرضيهم لكي يتمكنوا من حمل آلامهم بكرامة”.
أما في ما يتعلق بعائلات هؤلاء الأشخاص، ” فهي بحاجة إلى دعم الدولة والمجتمع لكي تتمكن من القيام بمسؤولياتها تجاه القريب المريض، أو العجوز أو المنازع”.
وقال بولفا: “بحسب مشجعي القتل الرحيم، إن حياةً متألمة ليست بحياة جديرة بالعيش، وكرامة الإنسان تنتقص بمقياس الآلام والأمراض التي تلاشي الجسد”.
ودعا إلى رؤية الموضوع من منظار آخر ولو للحظة فتساءل: “أليس من الممكن اعتبار حياة متألمة كحياة يجدر عيشها؟ ماذا ولو كان ذلك دعوة إلى النمو الروحي والخلقي؟ وماذا لو أن الكرامة الإنسانية تستمر بالرغم من المرض الذي يرهق الجسد؟”
“وماذا لو كان الواقع أننا خُلقنا على صورة الله ومثاله هو الضمانة لكرامتنا الإنسانية وليس استقلاليتنا، أو صحتنا أو منفعتنا الاجتماعية؟ وماذا لو أن المتألمين يدعوننا في الواقع إلى التضامن البشري؟”
وختم قائلاً: “إن المرضى والمعاقين والمشرفين على الموت هم بحاجة لا إلى موت سابق لأوانه، بل إلى حنو حقيقي، إلى حب أكبر وإلى عناية أكمل”.