العاشر من أكتوبر
روما، الجمعة 10 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العاشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
إله إسرائيل
في المجرى الطبيعي للأمور، الإله الذي يرخي يده، ويترك شعبه للهزيمة، ولا يستطيع أن يحمي هيكله، هو إله فاشل. ليس لديه ما يقوله من بعد. هو إله محاه التاريخ. عندما ذهب إسرائيل إلى المنفى، حدث – وللدهشة الكبرى – عكس ذلك. فقد ظهر قوام هذا الإله، وكيف أنه مغاير بالكلية عن كل آلهة ديانات العالم، وأخذ إيمان إسرائيل شكله وقوامه النهائي. فهذا الإله يستطيع السماح للآخرين بأن يأخذوا أرضه لأنه لا يرتبط بأية أمة. ويستطيع أن يسمح بأن يخسر شعبه لكي يوقظه بالتالي من أحلامه الدينية الخادعة. لم يكن الله مرتبطًا بشكل تبعي بهذا الشعب، ولكن مع ذلك فهو لم يتخل عنه في لحظة الفشل… وبهذا الشكل، مع مفهوم أعمق لله، تطورت فكرة عبادة جديدة. بالطبع، منذ أيام سليمان، تمت مطابقة إله الآباء بالإله الأسمى، الخالق، المعروف في كل الأديان، والذي مع ذلك لم يكن يحظى بالعبادة لأن الناس كانت تعتقد أنه ليس المسؤول عن الحاجات الفردية. هذه المطابقة، التي تمت على صعيد مبدأي، رغم أنها حتى ذلك الحين لم تكن لتؤثر إلا قليلًا على وعي الناس، أصبحت الآن القوة الدافعة لبقاء الإيمان على قيد الحياة: ليس لدى إسرائيل إلهًا معينًا، بل هو يعبد ببساطة الإله الواحد الحق. هذا الإله خاطب إبراهيم واختار إسرائيل، ولكنه بالحقيقة إله كل الشعوب، إله الكل الذي يقود مسار التاريخ… التقدمة الحقة هي الإنسان الذي يضحي أهلاً لهذا الإله.