عين تراز، لبنان، الثلاثاء 2 يونيو 2009 (Zenit.org) – إذاعة الفاتيكان – افتتح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام يوم أمس الاثنين في المقر الصيفي البطريركي في عين تراز- لبنان أعمال السينودس السنوي المقدس لعام 2009 بمشاركة مطارنة وأساقفة لبنان والبلاد العربية وبلاد الانتشار ويبلغ عددهم اثنين وثلاثين أسقفا ورئيسا عاما.
ألقى البطريرك لحام كلمة قال فيها إن نعمة الروح القدس جمعتنا في هذا السينودس المقدس لكي نعيد معا عيد الخمسين الذي هو عيد حضور الروح، وإنجاز الوعد، وتمام الرجاء، فما أشرف هذا السر العظيم الذي نحتفل به، في عيد العنصرة المجيدة وفي اثنين الروح القدس، حيث السيد المسيح له المجد يجددنا كما جدد تلاميذه بألسنة مختلفة لكي نكرز بقيامته المقدسة، ولا ننسى أن أول سينودس كان يوم العنصرة برئاسة الروح القدس…. يغلب على مواضيع سينودسنا لهذا العام الطابع القانوني والتشريعي والتنظيمي. وهذه أمور هي أيضا ضرورية لكي تكون الكنيسة قوية من خلال نظامها وتشريعاتها وقوانينها، وتكون أكثر فعالية في سبيل الخدمة والعطاء والإرشاد والتوجيه. لأننا إذا حافظنا على القوانين الكنسية، في روحها وحرفها، نكون حقا كنيسة قوية متضامنة، متماسكة، حاضرة وشاهدة في المجتمع، لها كلمتها في الوقت المناسب في شتى شؤون الحياة والمجتمع…
ومما جاء في كلمة البطريرك لحام: لا يمكننا ونحن نعقد السينودس المقدس إلا وأن نقول كلمة في بعض الأمور الهامة التي تتعلق بالبلاد حيث كنيستنا متواجدة، خاصة في الشرق الأوسط. لبنان على عتبة استحقاق الانتخابات النيابية، وهي مفصلية في تاريخه. إننا أياد ضارعة في هذا السينودس لأجل أن تمر الانتخابات بسلام ويكون المنتصر الأكبر فيها لبنان، لبنان الواحد، الحر، السيد، المترابط، الموحد، الديمقراطي، القوي، المتضامن، المزدهر، المتطور، القادر أن يجيب على التحديات الداخلية، والإقليمية والعالمية التي تواجهه، في أمور الأمن والأمان وتحرير الأرض، وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، ولقمة العيش والإنماء المتكامل، والاهتمام بالريف وتقاليده وتراثه، ووحدة جميع أبنائه، وقوة انتمائهم الكامل لوطنهم لبنان الرسالة…
وتابع البطريرك لحام: سوريا ولبنان مرتبطان بالتاريخ والجغرافية والتراث والعلم والتجارة ويجب أن يعملا معا بجد وحزم وعزم لأجل تحقيق السلام، مرتجى الأجيال الشابة. لا بل السلام هو الشرط الأساسي لأجل وقف هجرة أبنائنا، ولأجل العيش معا مسيحيين ومسلمين بأمان وكرامة، واحترام متبادل وتضامن عمل مشترك في سبيل توفير ظروف حياة كريمة والعلم والعمل والازدهار والتقدم. ونشير إلى أهمية التمثيل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا على صعيد تبادل السفراء، هذه الخطوة من شأنها أن تؤسس إلى تمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين…
وأضاف بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك قائلا: نصلي بنوع خاص لأجل سلام الأرض المقدسة وإنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني العربي الذي هو أصل الكثير لا بل كل بلايانا، وبخاصة الإرهاب والعنف والأصولية والعداء والكراهية بين شعوب المنطقة. لا بل إن سلام الأرض المقدسة هو أيضا سلام العراق وسلام المنطقة وسلام العالم بأسره. كما أن الحرص على سلامة العلاقات بين الدول العربية على قاعدة الاحترام الأكيد لسيادة وكرامة كل بلد، يؤسِّس لجهد عربي، يطبع العلاقات بين الأنظمة والشعوب، بما يحافظ على الخصوصيات، ويستثمر القطاعات ويوظفها لخدمة الصالح العربي العام…
ومن السينودس المقدس وباسم جميع أعضائه الاساقفة الأحباء والرؤساء العامين نحيي كل ابنائنا في البلاد العربية وفي كل بلاد الاغتراب حيث ينتشر أولادنا ورعاتهم حاضرون معنا. ونتمنى لكل مواطنينا الأحباء من كل الطوائف المسيحية والإسلامية أن يحمي المخلص بلادنا من الآفات والحروب والأزمات والفتن، لكي كما يقول بولس الرسول “نقضي حياة سلامية بكل أمان وتقوى ووقار.”
ونحب أن نشجع أولادنا في كل أبرشياتنا ورعايانا أن يبقوا هنا ولا يهاجروا متجلدين على الصعوبات، لكي يقوموا بدورهم المسيحي في المجتمع العربي ذي الأغلبية المسلمة فيكونوا شهودا للسيد المسيح ولإنجيله وتعاليمه المقدسة، محافظين على هويتهم الدينية ومنفتحين على معتقدات غيرهم بالاحترام والإكرام والمودة…