الإثناء على جهود حفظ السلام الدولية في الأمة
حاضرة الفاتيكان، الخميس 04 يونيو 2009 (Zenit.org) – يؤكد بندكتس السادس عشر على القيم الأخلاقية التي يعمل بها النرويج على الساحة الدولية، ويشجع اعتماد السياسات المبدئية عينها في تعزيز حرية المعتقد في الأمة.
هذا ما قاله البابا يوم الجمعة الفائت في كلمة خطية أعطاها لرولف ترول آندرسن، سفير النرويج الجديد لدى الكرسي الرسولي. في اليوم عينه، استقبل الأب الأقدس ثمانية سفراء وتحدث إليهم، وأعطى كل منهم رسالة خطية. وكان السفراء الحاضرون يمثلون مونغوليا، الهند، بنين، نيوزيلندا، إفريقيا الجنوبية، بوركينا فاسو، ناميبيا والنرويج.
وأشار الحبر الأعظم إلى “سجل النرويج الممتاز في مجال مساعدة الآخرين الأقل حظاً منها”.
وقال أن هذه البلاد “سارعت في أعقاب الاضطرابات المالية التي حصلت في الأشهر الأخيرة إلى تقديم المساعدة المتخصصة للبلدان الأخرى من أجل تخطي المرحلة الصعبة، على الرغم من معاناتها من بعض الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة”.
كذلك نوه بندكتس السادس عشر بطبيعة الأمة “السخية والترحيبية” في استقبالها “أعداداً كبيرة من اللاجئين والمهاجرين”.
وأشار إلى أن هذا التدفق قدم “تنوعاً ثقافياً وإتنياً أعظم حث على التعمق في الإفتراضات والقيم التي تحكم الحياة الحالية في النرويج وموقعها في العالم المعاصر”.
وشكر البابا التزام البلاد “بحفظ السلام” القائم على ثقافة “متميزة بتاريخها المسيحي الألفي”.
وتابع: “إن الكرسي الرسولي يقدر مساهمة بلادكم في حل الصراعات في بعض المناطق الأكثر اضطراباً في العالم”.
فمن سريلانكا إلى أفغانستان، ومن السودان إلى الصومال، ومن تشاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لعب النرويج دوره سواء في مفاوضات السلام، ودعوة الأطراف إلى مراعاة القانون الدولي، والمساعدة الإنسانية، والمساعدة على إعادة الإعمار وحفظ السلام، أم في تعزيز الديمقراطية وتأمين مشورة الخبراء حول بناء البنى التحتية الإجتماعية.
وقال الحبر الأعظم: “بعد عودتي من الرحلة الرسولية إلى الأراضي المقدسة، أدرك جيداً العمل الجوهري الذي قامت به بلادكم في التوسط في اتفاقيات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.
كذلك عبر عن أمله في أن “تسود روح المصالحة والبحث عن العدالة التي أدت إلى اتفاقيات أوسلو وأن تحمل السلام المستديم لشعوب هذه المنطقة المتألمة”.
آفاق مشتركة
وأكد قائلاً: “إن بلادكم تحثها القيم الأخلاقية الأساسية المتجذرة في ثقافة النرويج المسيحية والجوهرية لتطلعاتها وأهدافها المشتركة مع الكرسي الرسولي”.
كما عبر الأب الأقدس عن الرغبة في العمل معاً “في سبيل تعزيز الرؤية الأخلاقية التي نتشاطرها من أجل بناء عالماً أكثر إنسانية وعدالة”.
كذلك سلط الضوء على “المساهمة الثمينة” التي يجب أن تقدمها الجماعة الكاثوليكية في النرويج.
وأكد بندكتس السادس عشر قائلاً: “يدعى النرويج شأنه شأن العديد من البلدان الأوروبية إلى مراجعة الحق في حرية المعتقد في سياق مجتمع متحرر وتعددي”، مضيفاً “أنا واثق بأن المبادئ الأخلاقية السامية وكرم الأخلاق الذي يميز نشاط النرويج على الساحة الدولية سيسود أيضاً في دياركم بطريقة تجيز لكل المواطنين في بلادكم ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وتسمح لمختلف الجماعات الدينية بتنظيم شؤونها بحرية وطبقاً لمعتقداتها وأنظمتها القضائية لكيما تساهم بدورها في الخير العام”.