الفاتيكان، الثلاثاء 16 يونيو 2009 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – وجه البابا بندكتس السادس عشر برقية للأخت لوزير مادور، رئيسة الاتحاد الدولي للرئيسات العامات لمناسبة انعقاد مؤتمر دولي حول مكافحة الاتجار بالبشر، ينظمه في روما بدءا من اليوم وحتى الثامن عشر من الجاري، الاتحاد الدولي للرئيسات العامات والمنظمة الدولية للهجرات. حملت البرقية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال برتوني، يثني فيها الحبر الأعظم على هذه المبادرة، متمنيا أن تجدّد أهمية إدراك قيمة الحياة والالتزام الشجاع في الدفاع عن حقوق الإنسان وإلغاء كل شكل من أشكال الاستغلال، مانحا جميع المشاركين في اللقاء بركته الرسولية.
افتُتحت أعمال المؤتمر صباح اليوم الاثنين بمداخلة لرئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين المطران أنطونيو ماريا فيليو ذكّر فيها بكلمات البابا في رسالته لليوم العالمي الثالث والتسعين للمهاجرين واللاجئين 2007، حينما قال “يقع الكثير من النساء ضحايا الدعارة والاتجار بالكائنات البشرية، وبإمكان المساعِدات الاجتماعيات والراهبات على وجه الخصوص لعب دور الوسيط الفاعل في عملية لمِّ شمل العائلات”.
ذكّر المطران فيليو بأن ظاهرة الاتجار بالنساء والأطفال منتشرة في كل قارة وقال إن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد ضحاياها يتخطى الأربعة ملايين بينهم أكثر من عشرة آلاف في إيطاليا غالبيتهم من القارة الأفريقية، وأضاف أن المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين نشر عام 2007 توجيهات لراعوية الطرقات بهدف وضع برامج تنشئة واستراتيجيات فاعلة لمحاربة الاتجار بالكائنات البشرية وقال: لا نستطيع ـ وكمسيحيين ـ التزام الصمت أمام هذه الظاهرة المرعبة.
هذا وأشار المطران فيليو في مداخلته إلى أهمية معرفة العوامل التي تشجّع هذه الظاهرة بهدف تقديم جواب راعوي فعّال، وشدد على ضرورة تعزيز النمو الروحي لجميع الملتزمين بهذه الرسالة، وقال إن هناك حاجة لتضامن متجدِّد في الجماعات المسيحية وبين الجمعيات الرهبانية والحركات الكنسيّة والمؤسسات والهيئات الكاثوليكية بهدف تعزيز راعوية خدمة النساء ضحايا الدعارة والاتجار بالكائنات البشرية، وأضاف أن التنشئة تشكل عاملا رئيسا لمواصلة البحث عن إستراتيجيات فاعلة لمواجهة هذه الظاهرة.