قيمة العمل تكمن في كرامة الإنسان، وفقاً للمونسنيور توماسي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الخميس 18 يونيو 2009 (Zenit.org) – “يجب على العمل أن يضع الإنسان لا الواجب في محور عملية الإنتاج”، حسبما أكد المونسنيور سيلفانو توماسي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، خلال الجلسة الثامنة والتسعين لمؤتمر العمل الدولي.

“بغض النظر عن العرق والجنس والدين، يتمتع كل فرد بهبات يمكن استخدامها في عالم العمل”، حسبما أشار المونسنيور توماسي مؤكداً على أهمية “وضع الإنسان لا الواجب في محور عملية الإنتاج”.

وأكد قائلاً: “إن قمنا بذلك، تتخذ الكرامة أهمية جديدة ودلالة أعمق لأنها مرتبطة مباشرة بالفرد وبكرامته. وفي الواقع أن كرامة الإنسان هي التي توفر الأساس لترسيخ ثوابت عمل لائق”.

وأضاف: “إن العمل في معظم الحالات ليس فقط فعلاً صادراً عن الشخص ومتميزاً بالمصالح الشخصية، لا بل أيضاً عملاً إجتماعياً يجمع الرجال والنساء مما يؤدي إلى بناء علاقات بين بعضهم البعض”.

واعتبر المونسنيور توماسي أن “الإقرار بأن قيمة العمل تكمن في كرامة الإنسان يسمح بإدراج فكرة العمل في مفهوم أكثر شمولية وعمقاً. وهكذا عندما يفقد أحدهم عمله، يمكنه مواجهة المشاكل الإقتصادية من غير فقدان كرامته”.

وشدد على أن “العمل النبيل هو الوسيلة الأساسية لتخطي الأزمة الراهنة، وهو الاستراتيجية التي تخلق ظروف تنمية إقتصادية مستقرة ومستدامة. لا بد لنا من المراهنة على العمل المبدع للفرد وعلى مواهبه”.

وأسف المونسنيور قائلاً: “في بعض البلدان في طور النمو، ما يزال ملايين الأفراد يعانون من الجوع والفقر المدقع. وكثيراً ما تنقصهم الاحتياجات الأساسية (الغذاء والأمن والصحة…) ويكونون غير قادرين على استخدام مواهبهم”.

أضاف: “لذلك، يجب ألا يتم خفض المساعدات الرسمية التي تصل إلى البلدان الفقيرة، حتى ولو لم يكن الوضع الإقتصادي الراهن ملائماً. فالاقتصاد العالمي يستفيد كثيراً من التضامن العالمي”.

وفي كلمته، وصف المونسنيور توماسي الأزمة الإقتصادية العالمية بـ “أسوأ أزمة في السنوات الخمسين الأخيرة”. وأشار إلى أن “التبعات على سوق العمل مقلقة جداً”، في حين أن المنظمة الدولية للعمل تتوقع إرتفاعاً في البطالة العالمية بنسبة 7% لسنة 2009 بالنسبة إلى 5.7 % سنة 2007. “مما يزيد عدد العاطلين عن العمل خمسين مليوناً”. 

فضلاً عن ذلك، “تتحدث التوقعات عن عشرات الملايين من الأشخاص المعرضين للمعاناة من الفقر المدقع في المناطق الأكثر فقراً في العالم بخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير