روما، الخميس 18 يونيو 2009 (Zenit.org) – إذاعة الفاتيكان – دعا الكردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى وضع الاقتصاد في خدمة الشخص البشري ذلك في مداخلة ألقاها أمس الثلاثاء أمام المشاركين في لقاء تستضيفه روما لممثلي الأديان في العالم مع بداية العد العكسي لقمة الثماني المرتقبة في مدينة أكويلا الإيطالية مطلع الشهر القادم وستتمحور حول مواضيع عديدة من بينها المياه، الأمن الغذائي، الصحة، التربية، السلام والأمن.
قال الكردينال توران إن عالم اليوم مهدد بانتهاك حقوق أساسية للشخص البشري وبعدم التوازن بين الأغنياء والفقراء فضلا عن الأمراض والنزاعات والاتجار بالأسلحة والفساد وأمور أخرى، وأشار إلى أن أزمات ثلاث تعكر الأفق منذ عام 2008: الأزمتان الغذائية والمالية وأزمة الطاقة.
تحدث الكردينال توران عن نقاط ثلاث: التضامن المشترك، فحص الضمير وأسلوب حياة جديد وذكّر باحترام الشخص البشري، كرامته وحقوقه والحفاظ على دور العائلة المتعذّر استبداله والعمل لمدّ الأجيال الشابة بالقيم الأخلاقية والروحية التي تعطي معنى للوجود واستقرارا للمجتمع وأضاف قائلا: عند تأليه المال تتحوّل العلاقات الإنسانية بشكل شبه دائم لعلاقات تجارية، داعيا إلى احترام الطبيعة ومواردها والتفكير بالأجيال الجديدة، ومشددا على أهمية تعزيز التضامن ووضع الاقتصاد في خدمة الشخص البشري وعدم اعتبار العمل كوسيلة لكسب العيش وحسب، إنما مشاركة أيضا في عمل الله.
وأشار رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان لملخص العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية وذكّر بأن البابا بندكتس السادس عشر تحدث الأيام الفائتة عن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، وقال إنها تُظهر جليا ضرورة إعادة النظر بنماذج اقتصادية ومالية كانت مهيمنة في السنوات الأخيرة، كما أعلن عن نشر رسالة عامة جديدة حول الاقتصاد والعمل، ستحدد للمسيحيين، القيم الواجب تعزيزها والدفاع عنها بلا كلل بهدف بلوغ تعايش بشري متضامن.
وختم الكردينال جان لوي توران مداخلته بالقول إن الكنيسة الكاثوليكية تختار الرجاء والثقة بيسوع المسيح لمواجهة المصاعب الراهنة، مذكّرا بما جاء في الرسالة إلى العبرانيين: “لقد امتُحن في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة”.