بقلم باسمة السمعان
عمان، الجمعة 26 يونيو 2009 (Zenit.org). – عن موقع أبونا – في أول أسبوع من اعلان قداسة البابا للسنة الكهنوتية، ومع دقات أجراس كنيسة قلب يسوع في عمان، ومعزوفات فرق الكشافة دخل موكب الشمامسة الاربعة علاء مشربش، وسام مساعدة، عيسى حجازين، ووجدي فهمي (التابع لكهنة الكلمة المتجسد)، حاملين بين ايديهم ثوب الخدمة والطاعة، يتقدمهم الكهنة ومن خلفهم راعي الكنيسة غبطة البطريرك فؤاد الطوال، ومع استقبال الاهل والاصدقاء وامام التصفيق الحار، تقدم الاربع شمامسة امام هيكل الرب خاضعين له و قائلين: هاءنذا. ليبدأ البطريرك ترأس الذبيحة الالهية.
وبعد القراءات وليترجية الكلمة ابتدا النداء على طالبي رسامة الكهنوت كلا باسمه، من قبل رئيس المعهد الاكليركي الاب وليم الشوملي حيث اكد على اهليتهم وكفاءتهم لنيل الدرجة الكهنوتية.
فأجاب غبطة البطريرك: وأننا، ونحن نستعين الله ويسوع المسيح مخلصنا، نختار أخوتنا هؤلاء لدرجة الكهنوت.
غبطة البطريرك في كلمته الموجهة للكهنة الجدد ابتدأ فيها بالترحيب الحار لسيادة المطران سليم الصايغ الذي سيحتفل قريبا بيوبيله الذهبي 50 عاما على سيامته الكهنوتية، وايضا رحب بسيادة المطران ياسر عياش مطران الروم الكاثوليك.
كما أحبني الاب احبكم، وكما ارسلني ارسلكم هكذا بدأ غبطته كلمته، ودعا الكهنة الى السير بانجيل المحبة، والاهتمام بالفقير قبل الغني، وعدم الاهتمام بالمطامع الدنيوية، وقال لهم :لتكن نظرتكم للعالم من خلال نظرة الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية، ومقياس محبتكم للرسالة وللكنيسة ان تحبوا بلا مقياس.
وأضاف ايضا بأن الكنيسة هي لنشر السلام والعدالة وحث الكهنة على العمل دوما من أجل هذه الرسالة وان يعملوا على تحقيق وحدة الكنيسة والشركة بين الكنائس، وان يتم التعاون ما بين الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين ايضا، وان يشجعوا مبدأ الحوار مع الجميع بالرغم من صعوبته في هذا الزمن.
وأوضح غبطته ان الظروف الزمنية المتغيرة والتي ليست في صالح من ينادي بانجيل السلام والمحبة والعدل، ووحدة العائلة، والدعوة للتكريس، فالمهام صعبة, ولكن الجبال لا يتسلقها الا العمالقة، فتسلحوا بالايمان والصلاة.
وأضاف ايضا بأن التغيرات المصيرية التي يتعرض لها شعبنا حيث يتألم من الحاضر ويتأمل في المستقبل، ودعا الكهنة بأن لا يبقوا على الهامش بل عليهم ان يكونوا الصوت الجريء للكنيسة, وخطابات قداسة البابا أجمل مثال يجمع بين الشجاعة في قول الحقيقة ولكن بمحبة وتواضع.
نحن بحاجة لان نصلي ليل نهار لكي يبارك الرب خطانا ونحقق امانينا، عليكم ان تنادوا بمباديء الانجيل، انكم مثل صوت صارخ في البرية رغم وجودكم في قلب المدينة.
وكانت نصيحته الابوية للكهنة الجدد بأن لا يلتزموا المواقف السلبية التي تكون بعيده عن الحكمة والعدالة فهذه ليست من شيم الرجال ولا من اصفياء الله، حيث دعى الكهنة بأن يكونوا ذوي نفس مطاطية، تأخذ كل الالوان، فقد دعيتم لرسالة أعظم بكثير من أي رسالة على الارض، رسالة تربط بين الماضي والحاضر والاخر.
فقد دعيتم لتقودوا الناس فلا تستهويكم الشعبية الرخيصة, فكونوا امناء على القليل قبل الكثير.
وأيضا أكد عليهم بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وانما يرافقهم الرؤساء الكهنة والاخوة الرهبان والراهبات ، وايضا هناك الاهل والاصدقاء.
ليكن قداسكم اليومي وصلاة الساعات، والسجود للقربان محور حياتكم ومصدر فرحكم.
وأنهى غبطته كلمته بالبركة والتمنيات القلبية للكهنة الجدد بالتوفيق برعاية الرب وامه مريم.
بعد الكلمة كان هناك الوعد بالطاعة حيث دنا كل منتخب من البطريرك وجثا امامه، واضعا يديه بين يدي غبطته حيث وعده بالطاعة وهكذا تم لجميع المنتخبين الاربعة.
من ثم كانت هناك طلبات القديسين حيث جثا البطريرك امام كرسيه فيما استلقى الكهنة الجدد على وجوههم، وأنشدت طلبات القديسين، لينهض المترشحون للكهنوت بعدها، لوضع الايدي، ومن ثم صلاة التكريس.
عاد كل منتخب الى مكانه ولبس البطرشيل والحلة الكهنوتية الزاهية، وما أجملها من لحظات حيث بدأت جماعة المؤمنين بالتهليل والتصفيق لهم فدنوا جميعا من البطريرك لدهن راحتي كل واحد منهم بزيت الميرون المقدس.
ومنح الكهنة الجدد المناولة للشعب، وانهوا مراسيم القداس الالهي، وخرج موكب الكهنة برفقة البطريرك فؤاد والاساقفة والاباء الكهنة حيث وقف الكهنة الجدد لتقبل التهاني من المؤمنين والاهل والاصدقاء على صوت موسيقى كشافة دير اللاتين.