بقلم بهاء علمات ، مدير موقع أبونا
عمان، الاثنين 2 نوفمبر 2009 (zenit.org). – أحيت رهبانية الوردية المقدسة في الاردن، بالتعاون مع الأمانة العامة للشبيبة المسيحية ، مهرجان الوردية مساء الجمعة 3010 ، تحضيرا للاحتفال بتطويب الكنيسة للمكرمة ماري ألفونسين، مؤسسة رهبانية الوردية المقدسة.
جرى الاحتفال في الصالة الرياضية لمدرسة الوردية في مرج الحمام – عمان، وكان مقررا أن يكون في ساحة المدرسة الا ان امطار الخير التي هطلت وبشرت بنعم غزيرة للطوباوية الجديدة، قد حالت دون ذلك . وابتدئ بدخول موكب الكهنة والراهبات أعضاء المجمع الاستشاري للرهبنة ، وعلى رأسهن النائبة الاقليمية في الأردن الأخت ميشلين معلوف والنائبة الإقليمية في لبنان الأخت ببيان زكريا والنائبة الاقليمية في الضفة الغربية الأخت اوكتافي مزكريان ، تتوسطهم صورة الراهبة الفونسين صاحبة الاحتفال، وخدام الهيكل والشكافة يحملون أعلام الدول التي تتواجد الرهبنة فيها، ثم جاءت كلمة ترحيبية للاخت ليليا النمري ، مديرة المدرسة ، فرحبت بالحضور ، وشكرت للشباب والشابات هذه المشاركة الفريدة ، وعبرت عن فرحة رهبانية الوردية بأن ترى مؤسستها في مصاف الطوباويين والقديسين .
واشتمل البرنامج الذي استمر أكثر من ساعتين على فترات من الصلوات والتأمل التي أحياها ببراعة كل من الاب وسام منصور، مرشد الشبيبة المسيحية في الاردن، والاخت لور ، بالترافق مع صور الكترونية عرضت على الحائط بتحضير الانسة ديانا كليس والانسة فرح سماوي ، فيما قادت المعلمة ميري السميرات، من الفحيص ، جوقة الترنيم التي ساعدت الحضور بترانيم التقوى والفرح، باشتراك مع رقصات تعبيرية وتصفيق حار من الحضور، على البقاء في أجواء الاحتفال الذي جرى قبل أقل من شهر من الاحتفال الرسمي بالتطويب.
ووسط تقوى وخشوع ، تلى الاب بشير بدر ترتيلا مقطع انجيل زيارة مريم العذراء لخالتها اليصابات، ونشيد تعظم نفسي الرب ، فيما ألقى الاب رفعت بدر ، مترئس الاحتفال ، عظة خاصة بالمناسبة ، فحث الشباب والشابات وجميع الحاضرين ، على قول تعظم للرب الذي لا يبخل على كنيسته بكل زمان ومكان ، بقديسين جدد ، ينشطون الحياة الروحية للمؤمنين ، ويكونون مثل النجوم السماوية التي تهدي الناس الى الملكوت والخلاص .
وعبر الاب رفعت ، بكلمات شعرية ، عن فرح الكنيسة المحلية والجامعة بهذه الطوباوية الجديدة التي ولدت في القدس ، وعاشت حياة البساطة والتواضع ، وأخفت سر صداقتها الحميمة مع الام البتول، وقال ان الرب يمنحها العزاء الان والتكريم ، نظرا لتواضعها العظيم . واشتملت الكلمة على نصائح قدمها الكاهن الى الحاضرين، لكي يعيشوا هذه الايام السابقة للتطويب ، بما يليق بهذا الحدث الكبير ، ومنها قراءة حياة ماري الفونسين، والتأمل بمحطاتها الروحية ، وساعات السجود التي لم تكن تمل منها، وبالاخص تلاوة المسبحة الوردية يوميا ، من أجل السلام ومن أجل المرضى، ومن أجل خلاص العالم . فقال للشباب ، لا تخجلوا من أن تحملوا المسبحة الوردية في ايديكم وبيوتكم وتحت مخداتكم وفي عملكم وفي سياراتكم . انها كما قالت الام البتول لالفونسين كنزنا الكبير ، وحيث يكون كنزك يكون قلبك .
وفي نهاية الكلمة ، وجه الاب رفعت الى الحضور باقة من الاسئلة ، حثهم فيها على الرغبة في القداسة ، وسط عالم اليوم ، وكان الحضور يجيب بصوت واحد: نعم نريد . فقال : والآن نريد أن نتمثل بالفضائل الانسانية والمسيحية التي عاشتها الطوباية ماري ألفونسين :
أتريدون أن تعيشوا فضائل الايمان والرجاء والمحبة ؟
أتريديون أن تعيشوا فضيلة التواضع ؟
أتريدون أن تعيشوا فضيلة الطاعة للرؤساء والمسؤولين عن خلاصكم؟
أتريدون أن تعيشوا فضائل الفطنة والعدل والقناعة والشجاعة ؟
أتريدون أن تجعلوا الله محبوبكم الاول ومعبودكم الاول ومشكوركم الاول ومخدومكم الأول؟
أتريدون أن تحبوا القريب وأن تروا فيه صورة المسيح ؟
أتريدون أن تحبوا مريم العذراء ، مثالا لكم في القداسة والطهارة ؟
أتريدون أن تصلوا المسبحة الوردية ، من أجل خلاص العالم ؟
أتريدون أن تسمعوا صوت الله يكلمكم ويدعوكم وسط ضجيج العالم؟
أتريدون أن تكونوا قديسات وقديسين في عالم اليوم ؟
وبعد العظة، دخلت مجموعة الشابات يحملن مسبحة وردية كبيرة ، أعدتها الاخت تكلا بدر ، من راهبات الوردية ، وتلت الاخت كارولين بدر قصة الظهور الرابع للام الفونسين ، فيما تلت الاخت كلارا المعشر السر العاشر من الوردية الذي فارقت الاخت ألفونسين الحياة وهي تردده .
وبعد نيل بركة الثالوث الاقدس التي منحها الكهنة المشاركون، اختتم اللقاء بأغنية خاصة للطوباوية ألفونسين، تقول : مع رهبنة الوردية ومع كل الابرشية والملايين، بنحيي الطوباوية ، بنت القدس العربية ، ماري ألفونسين . من كلمات الاب رفعت بدر والحان الفنان ملحم بركات، فأدخلت في النفوس مزيدا من الحماس والسرور.
لحظات روحية خاصة عاشها الحضور في مهرجان الوردية الذي أبدع المنظمون في صياغة برنامجه وترتيبه ، فأمضى مئات المشاركين القادمين من مختلف الرعايا في الاردن برنامج المهرجان، ممتلئين غبطة باعلان الكنيسة لتطويب الام ماري الفونسين ، وشاكرين للرب الذي لا يبخل على كنيسة بخصب جديد، وطالبين شفاعة الطوباوية الجديدة من أجل السلام في الشرق وفي العالم أجمع .
يذكر ان الاحتفال الرسمي في التطويب سوف يجري
في الثاني والعشرين من تشرين الثاني القادم ، فيما تستعد وفود من الاردن للذهاب الى الناصرة للمشاركة ، سيجري قداس شكر في الاردن في الحادي عشر من شهر كانون الاول.