روما، الجمعة 6 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الأعداد 29 الى 32 من قائمة المقترحات الصادرة عن الجمعية الثانية الخاصة بإفريقيا في سينودس الأساقفة والتي نشرتها الأمانة العامة للسينودس. إنها نسخة مؤقتة غير رسمية.
المقترح التاسع والعشرون
الموارد الطبيعية
إن الأرض هبة ثمينة من الله للبشرية. يعبر آباء السينودس عن شكرهم لله على كل الثروات والموارد الطبيعية في إفريقيا.
لكنهم يلاحظون أن الشعوب الإفريقية تقع ضحية الاختلاسات العامة المحلية واستغلال القوى الأجنبية، بدلاً من التمتع بثرواتها والتوصل إلى تنمية فعلية.
حالياً، يوجد رابط وثيق بين استغلال الموارد الطبيعية، والاتجار بالأسلحة، وانعدام الأمن.
تعمل بعض الشركات المتعددة الجنسيات على استغلال الموارد الطبيعية في البلدان الإفريقية من دون الاهتمام بالشعوب، أو احترام البيئة، وذلك بالتواطؤ مع العديد من أصحاب الامتيازات المحليين.
يدين آباء السينودس ثقافة النزعة الاستهلاكية ويؤيدون ثقافة الاعتدال. كما يدعو السينودس الأسرة الدولية إلى تشجيع سن تشريعات وطنية ودولية من أجل توزيع عادل لمداخيل الثروات الطبيعية لصالح الشعوب المحلية، وإلى التأكد من استغلالها الشرعي الذي يصب في مصلحة البلدان التي تملك هذه الثروات، ومنع استغلالها غير الشرعي. كذلك يقترح السينودس معالجة مشكلة النظام الاقتصادي العالمي الذي يستمر في تهميش إفريقيا.
إننا نوصي الكنيسة عائلة الله في إفريقيا بالضغط على حكامنا لاعتماد إطار قانوني مناسب يأخذ بالاعتبار مصالح بلداننا وشعوبنا.
ونطلب من المؤسسات الكنسية الفاعلة في هذه المجتمعات الضغط من أجل السماح للشعوب بالتمتع بالثمار الناتجة عن استغلال الموارد الطبيعية.
وستسعى الكنيسة بدورها إلى تأسيس مكاتب في مختلف بلدان القارة لمراقبة إدارة الموارد الطبيعية.
المقترح الثلاثون
الأرض والمياه
نظراً إلى استغلال مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة والموارد المائية من قبل مستثمرين أجانب ومحليين عديمي الذمة في العديد من البلدان الإفريقية، والتسبب بانتقال ونهب الفقراء وجماعاتهم العاجزة عن معارضة هذا “الاعتداء”، يحض السينودس الحكومات على حماية المواطنين من الإبعاد الجائر عن أراضيهم والمياه، الأساسيين للإنسان.
يحض آباء السينودس على:
حصول الكنيسة في إفريقيا على المعلومات واطلاعها على المسائل الزراعية والمائية في سبيل تثقيف شعب الله والسماح له بمواجهة القرارات الجائرة في هذه المجالات؛إجراء المفاوضات حول العمليات الخاصة بالأرض بكل شفافية وبمشاركة الجماعات المحلية التي قد تتعرض للأذى منها؛عدم عقد أو توقيع أي اتفاق حول الإقصاء عن الأراضي من دون الموافقة الحرة والمسبقة من قبل الجماعات المحلية المعنية؛ وعدم إقصاء الناس عن أراضيهم من دون تعويض مناسب؛ضمان أجور عادلة للمزارعين بما أن الاستثمارات تعزز خلق فرص العمل؛احترام أساليب الإنتاج الزراعي البيئة، وعدم زيادة حدة التغيير المناخي، وإفقار التربة، واستهلاك احتياطيات مياه الشرب؛عدم إسهام إنتاج الغذاء المعد للتصدير في تهديد الأمن الغذائي واحتياجات الأجيال المستقبلية؛احترام الحقوق التقليدية للأرض التي يعترف القانون بها؛عدم استغلال المياه كسلعة في الدائرة الاقتصادية الخاصة من دون الاهتمام بمصالح الشعب.
المقترح الحادي والثلاثون
العولمة والمساعدة الدولية
ينبغي على الكنيسة في إفريقيا أن تدرك ازدواجية العولمة وتداعياتها، وتستعد لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة بطريقة مسؤولة. تعتبر عولمة التضامن أفضل عولمة. وتكتسب أحياناً شكل المساعدات الدولية (من وكالات دولية). مع الأسف أن المساعدة لا تصل دوماً إلى الشعب المراد إعانته، وتترافق أحياناً مع ظروف لا تأخذ بالاعتبار احتياجات البلاد المرسل إليها.
لذا يناشد آباء السينودس الحكومات الإفريقية والوسطاء الآخرين بإدارة هذا التضامن الدولي بطريقة شفافة ومسؤولة لمصلحة الخير العام. ويصر الآباء على تقدير القيم وعلى اعتبار الكنائس المحلية شريكات في التنمية.
المقترح الثاني والثلاثون
احترام التنوع الإتني
تقوم رسالة الكنيسة، بصفتها خادمة المصالحة، على مصالحة كل شيء في المسيح (2 كور 5، 19). خلال إنجاز هذه المهمة، تعترف الكنيسة بالتنوع الإتني والثقافي والسياسي والديني الغني الموجود لدى الشعوب الإفريقية وتحترمه. وتسعى وراء الوحدة في التنوع وليس في التشابه، من خلال التشديد على نقاط الوحدة لا التفرقة، واستغلال القيم الإيجابية لهذا التنوع كمصدر قوة لتعزيز الوئام الاجتماعي والسلام والتقدم.