في العراق، اضطهاد ديني منسوب إلى نظام لا إلى الدولة

Share this Entry

بحسب رئيس الأساقفة مخايل الجميل، ممثل الجماعات الكاثوليكية العراقية في روما

بقلم خيسوس كولينا

روما، الأربعاء 18 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – إن الاضطهاد الديني في العراق منسوب إلى “نظام” لا إلى “الدولة”، بحسب ممثل الجماعات الكاثوليكية العراقية في روما.

هذا التحليل عرضه البارحة رئيس الأساقفة مخايل الجميل، نائب البطريركية السريانية الكاثوليكية في روما، وذلك خلال مداخلته في لقاء صحفي عقد في القاعة الأكثر فخامة في مجلس النواب الإيطالي.

شجب رئيس الأساقفة البالغ من العمر 71 عاماً النظام الاجتماعي في هذه البلاد التي لا توفر فيها حماية للمسيحيين الذين يشكلون أقلية صغيرة، والذين يصبحون فرائس سهلة لمجرمين يخالفون الشريعة العامة، أو لجماعات مثل القاعدة، شبكة أسامة بن لادن الإرهابية.

لذلك، يوضح أنه من الممكن الحديث عن “اضطهاد ديني” يسببه نظام اجتماعي مستوحى من رؤية القرآن التي يجب من خلالها أن يسيطر الإسلام وأتباعه لا أن يسيطَر عليهم، نظراً إلى أن المؤمنين من الديانات الأخرى يعتبرون مواطنين ذوي حقوق محدودة بالنسبة إلى غيرهم.

يذكر رئيس الأساقفة، الاختصاصي في الثقافة والأدب العربي أن الإسلام ديانة أعظم من غيرها، وفقاً للكتاب الذي يعتبره المؤمنون المسلمون مقدساً.

في تاريخ العراق القديم، (ما يزال يوافق البعض على هذه الفكرة) كان “المسيحيون المقيمون في ظل حكم مسلم أو عقيدة مسلمة، مجبرين على الاختيار بين اعتناق الإسلام، أو مغادرة أرضهم، أو دفع ضريبة للعيش في سلام”.

ويقر أن المسيحيين في العراق كانوا يشكلون في الماضي أقلية فاعلة تقدم إسهاماً حاسماً في ثقافة البلاد، مثلاً من خلال تأسيس أول جامعة في بغداد، فـ “حظوا بالاحترام”.

“ولكن ذلك لا يعني أنهم يحظون بالحقوق عينها”، بحسب بعض التفسيرات القرآنية. “فالمسيحي لا يستطيع أن يكون أعلى شأناً من شخص مسلم” في ظل حكم مسلم. “لا يمكن أن يكون قائد الجيش مسيحياً”.

بعد أن خسر المسيحيون حجمهم السياسي وتأثيرهم الاجتماعي بعد الحرب، وبعد أن غادر كثيرون منهم بلادهم، يتعرضون “لاضطهاد نظام اجتماعي مهيمن” لأنهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم.

وخلال حديثه إلى زينيت، أعلن رئيس الأساقفة أنه لا يؤيد اقتراح تعزيز حقوق المسيحيين من خلال إنشاء محمية مسيحية في نينوى (حيث تعيش أكثرية مسيحية) لأن المسيحيين يشكلون جزءاً من النسيج الاجتماعي في البلاد كلها، بحسب اعتباره.

كما أنه لا يؤيد الهجرة إلى الخارج لأن “الكنيسة يجب أن تشكل وجود المسيح في البلاد. إن غادرنا نحن المسيحيون في زمن الصعاب، فإننا لا نقدم هذه الشهادة الضرورية. وإن هاجرت الأجيال، فإنها لن تعود أبداً”.

ويقول الأسقف أنه يجب على المسيحيين أن يتمتعوا بالحقوق عينها التي يتمتع بها المواطنون الآخرون، في بلاد كالعراق تدعي الديمقراطية وتطمح إليها.

نظم اللقاء في قاعة ماباموندو في مجلس النواب الإيطالي بناءً على اقتراح جمعية “إنقاذ الأديرة” (www.salvaimonasteri.org) للتوعية على وضع الكنائس والأديرة التي تتعرض للدمار في العراق وباكستان وكوسوفو.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير