الكرسي الرسولي حول إصلاح مجلس الأمن

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الحاجة إلى سبل للسيطرة على النزاعات وإدارتها”

نيويورك، الخميس 19 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي البيان الذي أدلى به يوم الجمعة رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، حول إصلاح مجلس الأمن، وذلك أمام الجمعية الرابعة والستين للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.

***

سيدي الرئيس،

من بين جوانب إصلاح مجلس الأمن، يرغب وفدي في التركيز بخاصة على مسألة حق النقض (الفيتو).

تم التعبير عن عدة مواقف ووجهات نظر واضحة وصحيحة حول حق النقض. مع ذلك، وفي مرحلة المفاوضات بين الحكومات، يتبين أن إلغاء الفيتو هو الأقل ملاءمة. من هنا يبدو إصلاحه أكثر ملاءمة وواقعية.

تظهر التجربة وجود سبب مقنع لتقديم المواقف لصالح إصلاح الفيتو بهدف الحد من استخدامه. عبر التاريخ، وفي العديد من المناسبات، أدى استخدامه إلى إبطاء أو عرقلة حل القضايا المهمة للسلام والأمن الدوليين، سامحاً بانتهاك الحرية وكرامة الإنسان. ففي حالات كثيرة يبدو أن الفشل في التدخل هو الذي يسبب الأذى الفعلي.

إن إصلاح الفيتو ضروري في زمن نشهد فيه التناقض الواضح في إجماع متعدد الأطراف ما يزال في خطر لأنه خاضع لقرارات البعض، في حين أن مشاكل العالم تدعو إلى التدخل عن طريق التحرك الجماعي من قبل الأسرة الدولية.

أمام هذا الوضع، يعترف الكرسي الرسولي بأهمية الرأي الذي أعطته الوفود الأخرى حول ضرورة التزام الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بعدم استخدام الفيتو في حالات الإبادة الجماعية، والجرائم المرتكبة بحق البشرية، وجرائم الحرب، والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي.

في سبيل التوصل إلى حل مناسب ونموذجي لأوضاع خطيرة مماثلة، يجب أن يتطلب عدد الأصوات الإيجابية الداعمة لقرارات مجلس الأمن الصوت المتطابق لعضوين دائمين فقط. بطريقة أخرى، وكما اقترحت الوفود الأخرى، يمكن لأحد الأعضاء الدائمين أن يصوت سلباً، معلناً أن التصويت ضد مقترح ما يجب ألا يُفهم كحق نقض وأن معارضته لا تضمن عرقلة قرار ما.

يوافق كثيرون على أنه يجب على الأعضاء الدائمين أن يظهروا مسؤولية وشفافية في استخدام حق النقض. قبل اتخاذ قرار مماثل، يجب أن تكون الشفافية والمرونة والثقة والإرادة السياسية جزءاً من عملية صوغ الحل في سبيل ضمان ألا تقوم الدول بنقض نصوص قبل أن يدرسها المجلس. فالعديد من الصيغ المقترحة لا تقدم رسمياً للمجلس ليصوت عليها، بسبب المعرفة المسبقة بأن أحد الاعضاء الدائمين سيقوم بالتصويت ضدها. من الضروري أن ينشأ حوار وتعاون منفتحان بين الأعضاء الدائمين والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن من أجل تلافي عراقيل لاحقة في اتخاذ قرار ما. كذلك تبرز الحاجة إلى البحث عن سبل للسيطرة على النزاعات وإدارتها من خلال اكتشاف كل وسيلة دبلوماسية ممكنة وإيلاء اهتمام حتى بأضعف دلائل الحوار أو الرغبة في المصالحة.

إن القرار بتوسيع نطاق استخدام الفيتو أو وضع حد له أو إلغائه موضوع بين أيدي الدول الأعضاء، ومتعلق بأوسع إجماع ممكن حول أحد الخيارات. إننا نثق أن قراراً مماثلاً سيكون صحيحاً ويخدم الشفافية والمساواة والعدالة، عاكساً قيم الديمقراطية والثقة المتبادلة في عمل مجلس الأمن المصلح.

شكراً سيدي الرئيس.

ترجمة وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير