المؤتمر الفرنسيسكاني العام في 27 و28 الجاري
جل الديب، الأربعاء 25 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – عقدت العائلات الفرنسيسكانية في لبنان مؤتمرا صحافيا في المركز الكاثوليكي للاعلام ظهر يوم الجمعة 20 تشرين الثاني 2009 للاعلان عن النشاطات والندوات التي ستقام لمناسبة ختام اليوبيل المئوي الثامن 1209-2009 لتأسيسها، في إطار المؤتمر الفرنسيسكاني العام الذي سيعقد في دير سيدة البير بقنايا يومي 27 و28 الحالي.
بداية رحب مدير المركز الخوري عبده أبو كسم بالمشاركين في المؤتمر باسم رئيس المركز ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي، متمنيا لهم النجاح وقال: “نجتمع اليوم في حضرة مار فرنسيس، هذا القديس الذي طبع الكنيسة بالتجرد والمحبة والخدمة والتضحية، وترك لها رهبانا منتشرين في البقع الأكثر عوزا ودقة في هذا العالم. وكان للرهبانيات الفرنسيسكانية دور هام في هذا الشرق. فهم حراس الاراضي المقدسة وحضورهم فاعل في لبنان وسوريا وكل الشرق الأوسط. وقد اراد رهبان مار فرنسيس تعريف المؤمنين على رسالاتهم الخاصة في هذا المحيط الإسلامي، وعزموا على عقد هذا المؤتمر تحت عنوان “فرنسيس الاسيزي والشرق”.
الأب رزق
ثم تحدث الأب العام للرهبنة الكبوشية طانيوس رزق عن الدوافع التي أدت إلى عقد هذا المؤتمر فقال: “احتفل بهذه المناسبة في أسيزي مسقط رأس القديس فرنسيس في ايطاليا، في نيسان الفائت وكان لي حظ المشاركة فيها. ونحن كعائلة مار فرنسيس في لبنان أردنا أن نحتفل بدورنا بهذه المناسبة”.
وتساءل: “هل القديس فرنسيس الذي عاش في القرن الثالث عشر قادر أن يعطينا عبرة لحياتنا اليوم؟ فنحن نعلم أن العالم اليوم بحاجة ماسة لعيش قيم الإنجيل من جديد”.
أضاف: “يقدم القديس فرنسيس نهج حياة إنجيلية لنا وهو قادر على إنارة حياتنا اليوم. لا يملك حلولا لجميع مشاكلنا ولكن سيرة حياته قادرة على مساعدتنا. نحن لا نستطيع ولا نبغي تقليده ولكن بقدرتنا التعرف على دعوته لنا لأن نعيش كأخوة وأخوات بحسب الإنجيل، فهو طريقنا نحو الحرية والرجاء”.
وختم: “فرنسيس ليس ملكا لأحد، وهذه ميزة الرجال العظام. ونحن نريد من هذه المؤتمرات أن تكتشف هذا الوجه الساطع له من جديد والتعمق في روحانيته أكثر فأكثر. فهو عاش إنسجاما تاما بين ما كان يؤمن به ويقوله ويعيشه”.
الأب نجيم
ثم تحدث الأب حليم نجيم الفرنسيكاني عن حيثيات المؤتمر: المؤتمر الفرنسيسكاني العام وقال: “أراد فرنسيس، رجل الإيمان والطاعة للكنيسة الكاثوليكية، أن يعرض أسلوب حياة جديدا، حسب الروح الإنجيلية، على الحبر الأعظم للحصول على موافقته، على النمط الحياتي الذي اتخذه له ولرفاقه، ولكل من يدخل رهبانيته في المستقبل. منذ ثمانية قرون، في العام 1209، قصد فرنسيس روما مع رفاقه الأحد عشر. دخلوا على قداسة الحبر الأعظم إنوشينسيوس الثالث، وطلبوا منه البركة وتثبيت القانون الرهباني الذي اختاروه ليكون نمط حياتهم
الرهباني، وكان هذا القانون مكونا من جمل من الإنجيل المقدس. رأى الحبر الأعظم أن هذا النمط من الحياة صعب جدا، فتردد للموافقة في بادىء الأمر. ولكن تحت إلحاح القديس فرنسيس ورفاقه، طلب الحبر الأعظم أن يؤجل البت في الموضوع لبعض الأيام. وفي هذه الاثناء طلب من الرهبان أن يصلوا إلى الله لعله يلهمهم ما عليهم أن يعملوه. بعد ثلاثة أيام طلب الحبر الأعظم بإلحاح، أن يأتوه بذلك الشاب الحافي الفقير. حضر فرنسيس ورفاقه وبكل تواضع ركع أمام الحبر الأعظم وحنى رأسه باحترام، منتظرا جواب نائب المسيح على الأرض وخليفة القديس بطرس ما عساه أن ينبئه. قام الحبر الأعظم إينوتشينسيوس الثالث وقدم الدستور الرهباني للقديس فرنسيس ورهبانه، مباركا إياهم وموافقا على نمط الحياة الرهباني الذي اقترحوه”.
اضاف: “منح الحبر الأعظم السلطة لفرنسيس وللرهبان الذين سيختارهم، أن يعظوا بالإنجيل في كل مكان كما سيلهمه الروح القدس [3]. تم كل ذلك في ربيع عام 1209، منذ ثمانية قرون، وبعد هذه البركة الرسولية، انطلق فرنسيس ورفاقه في أنحاء العالم كله يبشرون بالسلام
والفرح الفرنسيسكاني في كل مكان ولجميع الأمم، بدون استثناء ولا تمييز في العرق أو الجنس أو الدين. وقصد فرنسيس شرقنا العربي، وتمركز هو ورهبانه في الأماكن المقدسة انطلاقا من مدينة عكا حتى شمل ساحل الشرق الأوسط من إنطاكيا حتى دمياط في مصر. في عام 1230 تقريبا، وطئت أقدام الرهبان الفرنسيسكان الأرض اللبنانية والساحل الفينيقي، وبنوا لدير الواحد تلو الآخر ابتداء من طرابلس وصيدا وصور وبيروت… وسرعان ما أضافوا للدير الخدمات التربوية والاجتماعية. كان قدوم الفرنسيسكان إلى الشرق بينما كان نجم الصليبيين مائلا نحو الأفول، وبدأوا يشدون الرحال ليتركوا المنطقة، ويسلمونها للفرنسيسكان، الذين سيتبعون نمطا آخر من التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين. هذا التعايش الذي أرسى أساساته كل من القديس فرنسيس الأسيزي والملك الكامل الأيوبي في لقائهما الشهير سنة 1219″.
وتابع: “هذه هي المناسبات التي نحتفل بذكرى مرور 800 سنة عليها، في مؤتمرنا العام في يومي 27 و28 تشرين الثاني 2009، في دير سيدة البير بقنايا. في مؤتمرنا هذا نسلط الضوء والأنظار والاهتمامات على دور الفرنسيسكان الذي لعبوه منذ القرن الثالث عشر وحتى الآن في الشرق العربي وخصوصا في لبناننا العزيز. يقدم الأبحاث رجال أخصائيون رجال دين وعلمان
يون، مسيحيون ومسلمون… وأهم المواضيع التي ستبحث وتناقش هي:
1 – الحوار الفرنسيسكاني الإسلامي.
2 – العلاقة بين الفرنسيسكان والموارنة.
3 – دور الفرنسيسكان في حياة الناس اليومية.
4 – بعض المواضيع الروحية الفرنسيسكانية.
5 – نختتم المؤتمر مساء يوم السبت 28 تشرين الثاني 2009، بدورة صلاة سيرا على الأقدام وعلى ضوء الشموع، من دير سيدة البير بقنايا حتى دير الصليب-جل الديب، عند قبر الطوباوي أبونا يعقوب الحداد”.
الأب سلهب
ثم شرح الاب شارل سلهب الكبوشي “شعار المؤتمر” الذي يجمع الرهبنات الثلاثة: الفرنسيسكان، الديريين والكبوشيين. وقال: “يتألف الشعار من طبقات ثلاث: حمامة ملونة في الاسفل لان البابا السابق يوحنا بولس الثاني كان قد أعلن القديس فرنسيس رسول السلام، وفوقها نافذة دائرية مشعة مقتبسة من كنيسة القديس فرنسيس في اسيزي وفي الأعلى الشعار الفرنسيسي: الصليب المشع في الوسط ويد يسوع العارية والنازفة إلى جانب يد فرنسيس مع الثوب ومجروحة، وهو أول قديس طبعت جروحات المصلوب فيه، إضافة إلى تاريخ اليوبيل المئوي الثامن 1209-2009”.
الأب مونس
وفي الختام، تحدث أمين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام الأب يوسف مونس وقال: “العودة الى جذرية الإنجيل ومثال حياة يسوع كانت الهم الكبير لجميع الذين سحرهم وجذبهم فأفناهم حبه وانتظروه أن يأتي سريعا ويظهر في الباروذيا Parosia الآني الملح لذلك يسكنهم البهاء الإلهي فيعتبرون كل شيء كالذبل ليربحوا يسوع. هذا كان في زمن البدايات الزمن المهدوي التأسيسي وهذا كان أيضا مع القديس فرنسيس منذ ثمانية قرون في العام 1002. الإختبار الإلهي في عشق يجردك من مظاهر الدنيا من ثوبك ولحمك والأنا الذي فيك لتصبح في الأنت الأزلي فتخلع عنك كما فعل فرنسيس حلة العالم وزينة اللباس وتكسي بجسد تغطيه جنفيصة خشنة وحبلة بيضاء. جسدك تكسوه جنفيصة خشنة، لكنك تكسوه بالإنجيل، خصرك عليه حبل أبيض، قدماك حافيتان كأرجل الفقراء حياتك كلها هي المسيح في اخلاء للذات كامل وتبشير بالسلام والمحبة وعيش التجرد والمحبة والخدمة يحملون فقط سراجا لحياتهم بعض فقرات من الإنجيل. لذلك استمروا أكثر من ثمانية قرون واعطوا ما أعطوا من ثمار الأعمال الصالحة في القداسة والعمل الرعوي والتربوي فكانوا للكنيسة كتفا عليه تستند الكنيسة كما استندت على مار فرنسيس”.
اضاف: “أليس هذا ما نحتاجه اليوم في لبنان الابتعاد عن بذخ الحياة والعيش بالزهد والتجرد والتواضع الا تزعجنا هذه “النفحة من الكبرياء”، والبذخ القاتل لروح الإنجيل الذي يطل علينا من حفلات اعراسنا او دعواتنا للأكل والشرب أو كبرياء بعض رجال الدين عندنا وشك البذخ الظاهر في حياتهم بعيدا عن روح الفقر الرهباني والإنجيلي والمسيحاني. الإشارة التي يرسلها الينا القديس فرنسيس اليوم بعد أن أتى الينا رهبان مار فرنسيس سنة1230 وبدأوا الدير تلو الآخر من طرابلس الى صيدا الى صور الي بيروت وعملوا في الخدمات التربوية والاجتماعية والرعائية والثقافية. وخصوصا تأسيسهم للتعايش بين المسلمينوالمسيحيين في زمن النار والموت والحديد. ويوم رحل الصليبيون عن الشرق أصبح الفرنسيسكان هم “حراس الأرض المقدسة” فحرسوها بروح السلم والتلاقي الذي اقامه الملك الكامل الأيوبي والقديس فرنسيس الأسيزي سنة 1219″.
وختم: “شكرا ومبروك هذه السنون العديدة وهذه المواسم والغلال. هذه المنارات التي عادت تقول لنا نحن اليوم على الطريق الخطأ لأننا نتجذر بهذه الدنيا بدل أن نكون شهود العبور كما كان مار فرنسيس منذ 800 سنة. وهو ما زال خمرة معتقة في خوابي الروح الإنجيلية الحقة، وهو نور يجدد نهج حياتنا لنعيش الإنجيل”.