تشديد على أخلاقيات الاعلام وأهمية التربية البيتية
بقلم منى طوق رحمه
إنطلياس، الجمعة 27 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – يناقش ويطرح الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان في “معرض الاعلام المسيحي” الذي ينظمه للسنة الثامنة على التوالي قضايا تهم العائلة اللبنانية من الناحية الاجتماعية والثقافية والتربوية … وأخلاقيات مهنة الاعلام ودوره في خدمة التواصل وتقريب المسافات بين الشعوب .
إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ممثلاً برئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي معرض الاعلام المسيحي الثامن في دير مار الياس انطلياس، الى جانب مدعوين غصت بهم القاعة أتوا للمشاركة في هذه الحدث الاعلامي الاجتماعي الذي يحتاج اليه مجتمعنا اليوم .
حضر حفل الافتتاح ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب هادي حبيش، ممثل وزير الاعلام الدكتور طارق متري الاستاذ اندريه قصاص، ممثل وزير الطاقة جبران باسيل الأستاذ غابي جبرايل، ممثل وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد أسعد مخول، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي العميد الركن الياس حبيب، ممثل قائد الدرك العميد انطوان شكور النقيب ايلي مخايل .
كما شارك في حفل الافتتاح السفير البابوي في لبنان المونسنيورغبريال غاتشا، المطران ميشال قبرص ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، الاب غيفونت ممثلا بطريرك الارمن الارثوذكس آرام الاول،ً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج أبو جودة ، الأب قسطنطين نصار ممثلاً المتروبوليت الياس عودة ، الأب نعمان دكاش ممثلاً الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الاباتي بولس تنوري ، رئيس دير مار الياس إنطلياس الأب جوزف عبد الساتر، النائب ابراهيم كنعان ممثلا رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، مارون مارون ممثلا النائب ستريدا جعجع، فادي غصن ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، الاستاذ رفيق شلالا، ، طوني طعمه ممثلا غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع،ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات روحية وسياسية واعلامية وتربوية واجتماعية.
النشيد الوطني افتتاحاً ، ثم تقديم من الإعلامية رانيا بارود التي شددت على دور بولس الرسول “الإعلامي الأول الذي حمل الكلمة بين الناس”. ورأت أن “ما فعله بولس الرسول يضع كل الإعلاميين أمام استحقاق إحترام رسالتهم”، معتبرة أن “لكل إعلامي حسابا مضاعفا”.
وبعدما قدم الممثلان ميراي بانوسيان وميشال أبو خليل مقتطفات من مسرحية “أم طعان وسوزان”ألقى رئيس الاتحاد الأب طوني خضره كلمة أكد فيها على “أن الدور الاساسي لوسائل الاعلام هو خدمة الحياة والتواصل وتقريب المسافات بين الشعوب والقلوب لا زرع التفرقة “، لافتاً الى “أن العلاقة بين وسائل الاعلام والعائلة تعتريها ، مع الاسف ، سلبيات عديدة منها: ظهور أشكال جديدة من الامراض الاجتماعية والنفسية ، ومنها الادمان على الكومبيوتر والالعاب الالكترونية التي تروج للعنف والاباحية وثقافة الموت ، بدلا من أن تكون ادوات للحوار والترفيه السليم”.
وقال :” إن معرضنا الثامن هذا يتميز هذا العام بلمسات خاصة، وذلك لغنى برامجه وتنوعها ، تمليها فرادة عنوانه العام ” وسائل الاعلام والعائلة”، وتذكيها حساسية المعضلات المطروحة على الساحتين العالمية والوطنية بالنسبة لهاتين المفردتين، فضلا عن التجاوب الحار الذي عبّر به منظمو المعرض والمشاركون فيه من مختلف القطاعات والمناطق وبعض البلدان المجاورة عن حبهم واندفاعهم في إنجاح هذا النشاط الثقافي والرسولي معا “، مشيراً الى أن اكثر من حافز حمل المنظمين الى اختيار هذا العنوان. هي اولا الدعوة الى التفكير بالتحديات التي تواجه العائلة في لبنان كما في العالم امام ثورة وسائل الاعلام والاتصال والتقنيات الحديثة التي بدلت اساليب التربية ومضامينها، وفرضت واقعا ثقافيا واجتماعيا جديدا أخرج جيلا رقميا لم نعرف بعد كيف نتواصل معه. فماذا بقي من العائلة التقليدية مع ظاهرة العولمة بكل ابعادها من خلال الانترنت والهواتف المحمولة بنوع خاص، اضافة الى الاف الفضائيات وكيف يمكن لنا ان نستعمل هذه التقنيات لجمع العائلة وليس لتفككها واضمحلالها ؟
ولفت الى أن المعرض سيلقي الضوء على أوجه عديدة من وجوه العلاقات السلبية والايجابية في العلاقات بين العائلة ووسائل الاعلام. وهي نقاط طالما كانت خلال السنة الفائتة والحالية عناوين لأكثر من لقاء ووثيقة في المنابر العالمية والمحلية ومنها خصوصا رسالة الحبر الاعظم في مناسبة “اليوم العالمي لوسائل الاعلام” حيث دعا الى أن توضع هذه التقنيات في خدمة العائلة . ولنعلم أن هناك كاتدرائيات جديدة يجب بناؤها على الشبكات العالمية. وأن ثورة هذه الشبكات وشيكة، لأنها شبيهة بثورة المطبعة التي أحدثت حركة الاصلاح والحركة المضادة لها ” في اوروبا والعالم . هذا الصوت النبوي يصلنا من أعلى منبر مسيحيى في العالم، يتضمن صرخة حارة موجهة الينا جميعا، من أجل جعل وسائل اعلامنا ادوات لتكوين الجماعات لا لهدمها ، للتواصل لا العدائية والمقاطعة .
وسأل الأب خضره : أين وسائل اعلامنا في لبنان اليوم من هذا الدور الرسولي؟ اين هي الرؤية في ذلك عند معدي البرام
ج ومسؤولي المواقع الالكترونية وعند الاهالي؟ هل نحن على قدر هذه التحديات والتحولات؟ ، متمنياً أن يكون “هناك كاتدرائيات جديدة وكثيرة يجب بناؤها فكونوا معنا ايها الاعلاميون والمربون والمثقفون والوالدون لانجاز البناء” .
ثم تحية الى عائلة الرحباني وتقديم درع تكريمي تسلمه عن العائلة الياس الرحباني الذي أكد أن هذا الفن أصبح سفرة في الحياة نحو اللانهاية ، ووجه تحية الى الأخوين الرحباني اللذين أعطيا الموسيقى الفكر والعطاء بعداً آخر .
قصاص : العائلة هي حجر الزاوية في المجتمع
وألقى الأستاذ اندريه قصّاص كلمة وزير الاعلام الاستاذ طارق متري أكد فيها أن العائلة تأتي في صلب الاهتمامات، لانها حجر الزاوية في الهرم المجتمعي. فالعلاقة بين الاعلام والعائلة بما ترمز اليه في تكويناتها الاسرية علاقة جدلية مستمرة. فبقدر ما تقوى العلاقة بينهما وتتكامل ادوارهما بقدر ذلك تنمو القيم الانسانية وتتفاعل، على رغم التحديات والصعوبات، وهي كثيرة جدا. وان بدأت التاثيرات آلاتية الينا من الخارج تلامس بعضا من اعلامنا ، الا انه لا يزال اعلاما واعيا ، قياسا الى ما نشهده عبر ما اصبح متوافرا، فوضويا، من وسائل التقاط في كل بيت ، مقدرا للقيم الانسانية دورها في تحصين المجتمعات من بدع كثيرة ومفاهيم تناقض بتكوينها الايديولوجي المبادىء التي يرتكز اليها مجتمعنا اللبناني الذي لا يزال يقدّس العائلة ويعتبرها اساسا لبناء مستقبل واعد.
وجزم ان هاجس كل واحد منا ان تبقى العائلة اللبنانية بمفهومها الشمولي بعيدة عما هو غريب عنها والا تتفشى فيها عدوى التفكك والانحلال تحت عناوين شتى.
الراعي : التربية على حسن استعمال وسائل الاعلام
وأكد المطران الراعي في كلمته أن تأثير وسائل الاعلام على العائلة موضوع شائك، فوسائل الاعلام تؤثر تأثيراً عميقاً على مستخدميها ولاسيما الفتيان والشباب، عاطفياً وعقلياً، اخلاقياً ودينياً. كما ولها دور مهمّ في حياة العائلة وعاداتها، وتربية الاولاد. وتنطوي في الوقت عينه على اخطار، اذا سرّبت ايديولوجيات هدّامة، او رؤية منحرفة بشأن الحياة البشرية والعائلة والدين والاخلاق، او برامج لا تحترم كرامة الانسان الحقّة ومصيره. وتشكّل وسائل الاعلام مجالاً لتهرّب الوالدين من مسؤوليتهم في تربية اولادهم اذ يجدون في هذه الوسائل ما يلهي اولادهم، فيما المطلوب منهم ايجاد وسائل ترفيهية اخرى اكثر فائدة للتثقيف الروحي والاخلاقي، وللتدريب الجسدي، واعطاء قيمة للوقت الحرّ، ولشحذ الطاقات وتثميرها.
ورأى ان من حق العائلة ان تحظى بمساعدة وسائل الاعلام في تأدية واجباتها وتحقيق غاياتها. فكل نتاج اعلامي لا يحترم كرامة الشخص البشري، ولاسيما كرامة المرأة وقدسية الحب الزوجي وثنائيته وديمومته، انما هو اعتداء على العائلة نفسها وعلى حقوقها الاساسية. ومن حق العائلة على الوسائل الاعلامية المسيحية ان تقدّم لها برامج موحاة من ثقافة الانجيل تعطي معنى للحياة والوجود واحداث الحياة اليومية وظروفها، وتساعدها على قراءة علامات الازمنة. ومن حق العائلة ان توآزرها وسائل الاعلام في تكوين ضمير مستقيم ومثقّف، قادر على التمييز بين ما هو خير وشر، حق وباطل، عدل وظلم، وعلى تقييم الامور بالمناقبية والاخلاقية .
وتمنى ختاماً “تربية الاهل والشباب على حسن استعمال وسائل الاعلام والانترنت والمواقع الالكترونية بروح التمييز النقدي المسؤول والواعي. حماية براءة الاطفال واحترام ضمائر مستخدمي وسائل الاعلام، بالتعاون بين الجمعيات الاهلية والمنتجين الاعلاميين . موآزرة الاهل في واجب تربية اولادهم من قبل المسؤولين على وسائل الاعلام والسلطات العامة. فلا يُترك الاهل لوحدهم في مواجهة رسالتهم التربوية الخطيرة “.
وأخيراً ، عرض فيلم قصير عن عائلة الصغبيني (أكبر عائلة مسيحية في لبنان ) التي منحها الاتحاد درعاً تكريميا”.
يستمر المعرض الى السادس من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .