الهدف: جمع مليون توقيع للضغط على الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة

روما، الجمعة 13 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – على غرار نشاط العام الماضي، تطلق جمعيات دولية مختلفة حملة لجمع مليون توقيع مؤيد لحياة الأجنة والعائلة.

علمت وكالة زينيت من معهد السياسة العائلية الملتزم بهذه الحملة أن الهدف يقوم على دفع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى الإقرار بأن إعلان حقوق الإنسان يدافع عن الإنسان من الإجهاض، ويعترف بالزواج وحق الأهل في تربية أبنائهم.

استعاد رعاة الحملة مَثَل جماعة سانت إيجيديو التي نجحت في جمع مليون توقيع للمطالبة بتعليق تطبيق عقوبة الإعدام، مما أدى بنجاح إلى قرار منظمة الأمم المتحدة الذي يطالب بإلغاء عقوبة الإعدام.

جاءت حملة التوقيعات لصالح حياة الأجنة كردة فعل على محاولة سعت من خلالها الحركات المؤيدة للإجهاض في السنة الفائتة إلى الاستفادة من الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أجل تعزيز الحق في الإجهاض.

سمحت المرحلة الأولى بجمع حوالي 500000 توقيع، بحسب C-Fam (معهد العائلة الكاثوليكية وحقوق الإنسان) وهو إحدى الجماعات المنظمة للحملة في الولايات المتحدة.

تم تقديم هذه التوقيعات إلى عدة سفراء في منظمة الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة تم بثه في مقر المنظمة.

لمن يهمه دعم المبادرة، يستطيع التوقيع على الإعلان عبر الإنترنت، مثلاً على صفحة الموقع الإلكتروني التالي:

 www.c-fam.org/campaigns/lid.3/default.asp. .

من بين منظمي الحملة، نذكر C-Fam، وجمعية النساء المهتمات بأميركا، ومنظمة العائلات المتحدة، والاتحاد البولندي للحركات المؤيدة للحياة، ومعهد السياسة العائلية، وشخصيات سياسية عديدة.

يشجب المنظمون الضغوطات المفروضة على منظمة الأمم المتحدة من أجل إدراج الإجهاض والزواج بين المثليين ضمن الحقوق، ويشجبون تنظيم حملات ترويج للميول المثلية في مدارس بعض بلدان الغرب، وذلك ضد إرادة الأهل.

"هذا يتنافى مباشرة مع ما صاغه كتاب الإعلان العالمي، ومع مواثيقه الملزمة الصادرة سنة 1966"، حسبما أشاروا.

إن العريضة المصاغة في 19 لغة والتي ينبغي التوقيع عليها تذكر بأن الإعلان العالمي نتاج معيار مشترك لكل الأفراد وكل الأمم.

تشير لاحقاً إلى وجوب احترام الحق في الحياة لكل إنسان منذ الحمل به وحتى موته الطبيعي، وإلى حق كل جنين في الحمل به وولادته وتربيته في عائلة يقوم أساسها على الزواج بين رجل وامرأة.

كذلك تعتبر العائلة كالوحدة الطبيعية والأساسية في المجتمع، وتحترم حق كل طفل في تربية أهله له لأنهم يتمتعون بالحق الأساسي في اختيار نوع التربية التي يقدمونها لأبنائهم.

آنا زابورسكا السلوفاكية، وكارلو كاسيني الإيطالي، العضوان في الاتحاد الأوروبي، أطلقا في أوروبا حملة مشابهة لهذه العريضة المؤيدة للحياة. وقد أحيلت مطالبهما إلى البرلمان الأوروبي خلال السنة الفائتة.

سينودس اساقفة الشّرق الاوسط بين الشّركة والشّهادة (4)

مفهوم الاسبقية (الاولوية) حسب مجموعة قوانين الكنائس الشّرقية

 

بقلم هاني باخوم، نائب مدير اكليريكية ام الفادي في لبنان

 

روما، الأربعاء 11 نوفمبر 2009 (Zenit.org)- استعرضنا في المقالات السّابقة بطريقة سريعة ومختصرة، مفهوم الكنائس الشّرقية وهويتها ومعنى الطّقس، وايضاً فئات الكنائس الشّرقية الكاثوليكية ذات الحق الخاص. كلّ ما سبق من مقالات ما هو الا مقدمة عامة ومبسّطة كي نبدأ باستعراض بعض المسائل التي تشير الى شركة تلك الكنائس في ما بينها ومع الكرسي الرّسولي.

المسألة الأولى التي نريد استعراضها، هي مفهوم الاسبقية (الاولوية) حسب مجموعة قوانين الكنائس الشّرقية. بمعنىً اخر، ما هو التّعليم القانوني والعقائدي الذي يقدمه الشّرع العام (مجموعة قوانين الكنائس الشرقية) ليصف تلك الاسبقية ومن الذي يتمتع بها تجاه الكنائس ذات الحق الخاص بكل فئاتها.

مجموعة قوانين الكنائس الشّرقية، تذكر وتشير في العديد من  قوانينها الى الكنيسة الجامعة والكنيسة الخاصة، والى الكنائس ذات الحق الخاص. فهي تصف وتعرّف الكنيسة الخاصة، اي الايبارشية، وتحدد عناصرها الاساسية  (ق 177 بند 1) وبنفس الطّريقة، كما رأينا في المقالة الاولى، تُحدِّد هوية الكنيسة ذات الحق الخاص (ق 27). لكن بما يختص بالكنيسة الجامعة، حتّى وان كانت تذكرها في العديد من القوانين، الا انّها لا تنص اي قانون لتحديد هويتها او تعريفها[1]. نستطيع بالرغم من ذلك، ان نستنتج من القوانين الاخرى، عندما تعرّف الكنائس الخاصة وتلك ذات الحق الخاص، ان الكنيسة الجامعة، بالنسبة لمجموعة قوانين الكنائس الشّرقية، هي الشّركة في ما بين تلك الكنائس ومع الحبر الرّوماني؛ شركة هرمية (يطلق عليها ايضاً شركة تراتبية اوتسلسلية اوهيراركية) والتي تربط جميع السّلطات الكنسية ببعضها البعض وبالحبر الروماني. وايضاً شركة المقدسات النابعة من نفس الايمان ونفس الاسرار المقدسة[2]. الحبر الرّوماني يتمتع شخصياً بسلطان السّلطة العليا على هذه الكنيسة الجامعة (ق 43 – 45).

بنفس الطّريقة هذه السّلطة العليا تتمتع بها هيئة الاساقفة متّحدة مع رئيسها الحبر الرّوماني اثناء انعقاد المجمع المسكوني (ق 50 بند 1)، او عندما يكونون منتشرين في العالم ويقومون بعمل واحد، يعبر عن وحدتهم المجمعية، بشرط ان يكون هذا العمل موعزاً من الحبر الرّوماني، او يقبله لاعتباره نابعاً من نفس الوحدة المجمعية (ق 50 بند 2).

المقصود اذا بـ”الاسبقية” في مجموع الكنائس الشّرقية هي الّسلطة العليا والتي يتمتع بها الحبر الرّوماني تجاه الكنيسة الجامعة وكل الايبارشيات والكنائس ذات الحق الخاص (ق 45 بند 1).

القانون 43 يحدد جوهر وطبيعة تلك الاسبقية (السّلطة العليا) التي يتمتع بها اسقف روما ويصفها بانها:

– سلطة عادية او مألوفة: اي تنبع من وظيفته في حد ذاتها فلا يُنعم بها احد عليه. البابا عندما يقبل الانتخاب، وبرسامته الاسقفية ان لم يكن بالفعل اسقفاً، يحصل على تلك السّلطة من نفس المهمة التي قبلها وليس من اي شخص؛

– سلطة عليا: اي ان سلطة الحبر الرّوماني هي اعلى سلطة في الكنيسة. فلا يستطيع احد داخل الكنيسة محاكمته (ق 1058)، ولا يمكن الاعتراض على حكمه أو قراره (ق 45 بند 3).

– سلطة كاملة: فقد حصل من المسيح على كامل السّلطة كي يقوم بمهمته تجاه الشّعب المسيحي وخلاصه فلا ينقصه شيء كي يتمّم تلك المهمة. تلك السّلطة تتجلى في كامل سلطته في التّعليم، الحكم والتقديس؛

– سلطة مباشرة: اي انه يمارس سلطته على كل الكنيسة والمؤسسات والاشخاص بدون وسيط؛

– سلطة جامعة: اي انها سلطة تمتد على الكنيسة الجامعة باكملها وعلى الكنائس الخاصة وايضاً تلك ذات الحق الخاص والمؤسسات وعلى جميع المؤمنين؛

– يمارسها بحرية: اي ان مصدر تلك السّلطة وممارستها لا يعتمد على احد او اي شخص، فله ان يمارسها بكل استقلالية.

مجموعة قوانين الكنائس الشّرقية في القانون 48 توضح ان عبارتيّ الكرسي الرّسولي او الكرسي المقدس يُقصد بهما اما الحبر الرّوماني شخصياً او دواوين الكوريا الرّومانية ومؤسستها ومراكزها الى ان يذكر في الشّرع او يتبين من طبيعة الشّيء غير ذلك.

تتوقف تلك السّلطة للحبر الروماني بتوقف وظيفته وهذا يكون في احد الحالات التّالية: موت؛ جنون اكيد ودائم؛ جحد للايمان او هرطقة او انفصال عن الكنيسة بطريقة واضحة؛ تخلٍ حر عن وظيفته.

تلك هي خصائص اسبقية او سلطة الحبر الرّوماني حسب القانون الشّرقي. هذه السّلطة  تسمح للحبر الرّوماني، نائب المسيح على الارض، ان يقوم بدوره كأساس ومبدإٍ دائم ومرئي لوحدة الايمان والشّركة بين كل الكنيسة الجامعة. مجموعة القوانين الشّرقية تعبر عن طرق ممارسة تلك السّلطة تجاه الفئات المختلفة للكنائس ذات الحق الخاص وهذا ما سنراه في المرّة القادمة.