البابا: الكاهن يفتح ابواب مستقبل الله للعالم

Share this Entry

الفاتيكان،  الجمعة 11 يونيو 2010. –  (Zenit.org)– ننشر في ما يلي جواب البابا بندكتس السادس عشر على أحد الأسئلة التي طرحها عليه كاهن بشأن التبل في الكنيسة، خلال أمسية الصلاة بمناسبة اختتام السنة الكهنوتية.

كاهن: قداسة البابا، بكل تواضع أسألكم أن تحدثونا عن عمق ومعنى التبتل الكنسي الحقيقي

بندكتس السادس عشر: من المشاكل الكبيرة في المسيحية اليوم هو عدم التفكير بمستقبل الله: يبدو كافياً حاضر هذا العالم. نرى فقط هذا العالم، ونعيش فقط في هذا العالم. وهكذا نغلفق الأبواب أمام عظمة وجودنا الحقيقية. إن معنى التبتل كاستباق للمستقبل هو بالتحديد فتح هذه الأبواب، ليكون العالم أكبر، لإظهار واقع المستقبل الذي ينبغي أن نعيشه في حاضرنا… ومن العجب ان نرى انتقادات دائمة ضد التبتل، في زمن بات فيه عدم الزواج موضة.

ولكن “عدم الزواج” هذا هو شيء مختلف تماماً عن التبتل، لأن “عدم الزواج” يرتكز الى إرادة العيش فقط للذات، وعدم قبول أي رابط طويل الأمد، والى عيش حياة مستقلة تماماً” وكل ذلك يؤدي بالتالي الى قول “لا” للعلاقة، و “لا” للارتباط، ونعم للانفرادية والعيش للذات.

أما التبتل فهو العكس تماماً: لإنه “نعم” أكيد، أن نترك الله يقودنا، ان نعطي يدنا للرب، وبالتالي فالتبتل هو عمل ثقة وأمانة، عمل يتطلب أيضا الأمانة في الزواج. إن عكس هذا الـ “لا”، هذا الحكم الذاتي الذي لا يريد الدخول في علاقة، هو الـ “نعم” الأكيد الذي يفترض الـ “نعم” الأكيد في الزواج. وهذا الزواج هو بحسب الكتاب المقدس، الزواج بين رجل وامرأة، أساس الثقافة المسيحية الكبيرة وثقافات العالم الكبيرة.

وإذا غاب ذلك، نفقد جذور ثقافتنا. ولذلك فالتبتل هو تأكيد على الـ “نعم” للزواج من خلال الـ”نعم” للعالم الآتي وهكذا نريد أن نمضي قدما لنظهر هذا “العثار”، عثار إيمان يتمحور حول الله. ونحن نعلم أنه الى جانب هذا “العثار” الذي لا يريد العالم ان يراه، هناك عثارات ثانوية ناتجة عن نقصنا، وخطايانا الذي تغطي “العثار” الحقيقي وتجعلنا نفكر: ” ولكن، أين العيش على أساس الله!”  التبتل، وهذا ما تظهره الانتقادات ايضاً، هو علامة كبيرة للإيمان، لحضور الله في العالم. نصلي للرب لكي يساعدنا لنتحرر من العثارات الثانوية، ليظهر عثار إيماننا، وثقتنا وقوة حياتنا المبنية في الله وفي المسيح يسوع!

نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير