المنطقة كلها معرضة لخطر "الغرق في دوامة العنف" بحسب المونسنيور هيبورو
روما، الثلاثاء 05 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – يرى المونسنيور هيبورو كوسالا، أسقف تومبورا يامبيا في جنوب السودان، أن البلاد والمنطقة جمعاء معرضان لخطر "الغرق في دوامة العنف".
قبل أشهر قليلة من الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير حول استقلال جنوب السودان، كشف الأسقف لعون الكنيسة المتألمة عن وضع يدعو إلى "دق ناقوس الخطر".
"هناك تهديد فعلي وبارز لأمن الشعب السوداني وأمن شعوب المنطقة جمعاء". هذا ما قاله ذاكراً أعمال العنف المرتكبة من قبل متمردي جيش الرب للمقاومة الذين يتخذون أوغندا قاعدة لهم.
يخشى الأسقف أن يؤدي الاستفتاء إلى مأساة.
وكـ "ضامنة" لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم سنة 2005 ووضع حداً للحرب الأهلية التي أدمت السودان خلال عقود، ينبغي على الأسرة الدولية أن تتدخل للحؤول دون اندلاع أعمال عنف أخرى، حسبما يعتقد الأسقف.
ويقول الأسقف: "إن سارت الأمور على خير ما يرام، سيحمل الاستفتاء السلام لبلاد عانت من الحرب الأهلية العنيفة خلال خمسة عقود تقريباً. وإن لم تسر الأمور على نحو جيد، سيغرق السودان في دوامة العنف والتقلب اللذين سينعكسان على المنطقة جمعاء".
ويضيف: "ينبغي على ضامني اتفاق السلام الشامل – بخاصة بريطانيا العظمى، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وكل الأسرة الدولية – أن يظهروا إرادة سياسية جديدة لزيادة التزامهم ليس فقط حتى موعد الاستفتاء بل أيضاً خلال الأشهر المقبلة وسنوات التحول المقبلة".
كثيرة هي المرات التي قام فيها المونسنيور هيبورو وأساقفة آخرون بلفت الانتباه إلى غياب التزام رجال السياسة السودانيين أمام الإجراءات السابقة للاستفتاء منها تسجيل المقترعين، ومشاركة مختلف الأحزاب السياسية ومختلف الأطراف، ووعي الناس بشأن التصويت.
هناك مخاوف من استعداد بعض الجماعات أو الأحزاب السياسية للصراع بدلاً من عملها من أجل اتفاق سلام طويل الأمد، وهناك خطر العودة إلى الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من مليوني ونصف نسمة.
إن السودان الموحد تحت الإدارة السياسية للنظام الإسلامي الذي يرأسه عمر البشير قد يعني للمسيحيين العودة إلى الترهيب واضطهاد غير المسلمين. هذا ما يخشاه الأسقف الذي يشدد قائلاً: "لقد شهدنا أعمال عنف وازدراء عجيب بالجنس البشري".
"كيف لنا أن نتحدث عن استفتاء سلمي من دون أن نتذكر بقلق اضطهاد المسيحيين الدائم الذي شهده السودان؟".
سيكون المونسنيور هيبورو ضيف الشرف في لقاء تنظمه جمعية عون الكنيسة المتألمة في لندن بتاريخ 16 أكتوبر. وعند الساعة العاشرة والنصف صباحاً سيترأس قداساً في كاتدرائية ويستمينستر، ويلقي بعده كلمة في قاعة الكاتدرائية.
كما سيشارك الأسقف السوداني في أحداث تنظمها عون الكنيسة المتألمة في اسكتلندا: في كاتدرائية القديسة مريم في إدنبرة بتاريخ 17 أكتوبر، وفي كنيسة القديس سمعان في غلاسكو بتاريخ 18 أكتوبر.