مداخلة الكرسي الرسولي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف

روما، الجمعة 01 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – حذر المونسنيور سيلفانو ماريا توماسي من التلاعب السياسي بالدين، الأمر الذي يهدد الحرية الدينية في العالم.

ففي 28 سبتمبر، تخللت جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة مداخلة للمراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف. غداة هذه المداخلة، وفي حديث أجرته معه إذاعة الفاتيكان، تحدث المراقب عن المخاطر التي تهدد حالياً الحرية الدينية ذاكراً استخدام الدين لغايات سياسية أو للتلاعب بالرأي العام.

"تضحي مسألة الحرية الدينية موضوعاً ساخناً في النقاش الدولي نظراً إلى تطور الأوضاع في بلدان عدة منها ردات الفعل على مواضيع دينية مثل الدعوة إلى إحراق القرآن أو انتهاك حقوق المسيحيين في بلدان مسلمة وغيرهما"، حسبما شدد المونسنيور توماسي.

وتمنى المونسنيور الذي يدرك هذه الرؤية الجديدة للدين على الساحة الدولية أن تطبق "سياسات تتوصل فعلياً إلى حماية الأفراد ومعتقداتهم وجماعتهم الدينية لكيما يتمكنوا من العيش معاً بطريقة سلمية".

وحذر قائلاً: "نحن نعيش فعلاً في ظروف صعبة يكاد يهمش فيها كل ما يتخطى المصالح الاقتصادية والمصالح المادية الفورية". وأضاف أنه من الممكن أن "يتحقق الإنسان في كل أبعاده حتى في الروحية منها".

كذلك دعا إلى العمل لكي "لا يصبح الدين مبرراً للتمييز في البنى الاجتماعية أي خارج الخطابات المبهمة والنظرية، في البنى والقوانين الوطنية، في النظام التربوي، في النظام القضائي لكل بلد، وفي السياق السياسي للمجتمع المدني".

وتابع قائلاً: "يبدو لي أن حرية التعبير هي السبيل لحماية الحرية الدينية لأننا إن كنا لا نتمتع بحرية المناقشة، والبحث في كافة المسائل، ومواجهة آراء الآخرين بهدوء، فإننا نواجه خطر تأسيس بلدان قمعية ووضع سياسات لا تحترم حقوق الإنسان".

ختاماً، قال المونسنيور توماسي: "لذلك، عندما يوجه النقد باحترام، فبإمكانه أن يصبح خيراً، مورداً للجماعة البشرية".