بقلم الأب جان بول الخوري

الفاتيكان، السبت 23 أكتوبر 2010 (<a href="http://www.zenit.org/index.php?l=arabic">ZENIT.org). – سلام ونعمة من لدن الآب والرب يسوع يسوع ونعمة وشركة الروح القدس معنا دائماً وأبداً.

 نصلي الى الروح القدس لينير عيوننا ويفتح أذهاننا على   ملء الحقيقة يسوع المسيح له المجد الى الأبد. آمين.

بعد ما انطلقنا في موضوعاتنا  التعليمية المستمدة قوتها من الكتاب المقدّس، وتحديداً من إنجيل القديس متى، على أمل أن نأخذ أيضاً بعض التعاليم من العهد القديم الغني بالخبرات الروحية  التي تساعدنا  في عيش الرجاء الذي فينا. 

 سنحدد في هذه الحلقة بالكلام عن هوية المنافق بحسب إنجيل القديس متى. من هو المنافق؟ كيف نميّزه، وكيف نفضح أعماله؟ إنها لأسئلة يطرحها المؤمن دوماً وأبداً في مسيرة حياته الإيمانية ولاسيما عندما يتعرّض للنفاق أو يقع في شباكه! والسؤال هل يظل عالقاً كلا، لأن الرب يخلصه من جميع المنافقين. وهو بالتالي يريده  أن يتعلّم  كيفية التمييز  لينير وسط جيل فاسد شرير(فل2: 14) يستهل   القديس متى إبتداء من الفصل السادس، في البدء بإعطاء الأجوبة الواضحة والجلية. في إتيان صنع الخير، والرحمةـ والصدقة والصلاة، والصلاة

، سنأخذ في هذه الحلقة موضوع عمل الخير   في بعض   جوانبه،   المراد من ذلك أن نميّز  الحق من الباطل والنفاق من الحقيقة. فالسمة لأولى التي تساعدنا في هذا التمييز هو بحسب متى:  أن  المنافق يتبجح بشكل تلقائي في عمل الخير،يحب المدح، شغوف في التعظيم ، ولاسيما      أثناء   حاجة البعض  الى  الخير . إنه إدمان  على الظهور  . تقع  مسؤولية التلميذ  في  الإقتداء      بمعلمه : بعيش  حياة  الخفاء على غرار عائلة الناصرة(متى2: 19- 23)، الى أن يحين الوقت فينطلق مبشراً بالرب بعدما أخذ الروح القدس منتصراً على الشرير الذي حاول تجربته: بالأكل، والإنتحار، ومجد العالم ( متى4: 1- 11) إنه التمليذ الذي لا يسجد لصاحب ومبدء النفاق الكذاب أبو الكذب إبليس، إنه بل على العكس إنه الساجد والعابد دوماً للحقيقة ." للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (متى4: 10)، أي لا رياء ونفاق فيه.  فالنفاق أو المنافق، هم المضللين والمشككين الذين يأتون خلسة لنهم قطيع الرب، يقول عنهم الرب يسوع :" إياكم والأنبياء إنه يأتونكم بثياب الخروف ولكن بطونهم ذئاب خاطفة" (متى7: 15).أما  التلميذ على مثال سيده دعوته جلية واضحة المعالم :" الشعب المقيم في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والمقيمون في بقعة الموت وظلاله أشرق النور عليهم" (متى4: 16)  فلهؤلاء هو مرسل.المصاب بفيروس الرياء، أو سرطان النفاق، له القدرة في ذرع الشك والقلق والضلال  حوله، لأنه يمتلك الدهاء وقوة الدعاية، وأعني الإعلام، ، يعرف كيف يستخبر، وكيف يحلل المعلومة وكيف يستعملها  لشرّه،إنه يجيد فن التسويق، يسوق منتوجاته، أي أفكاره ومشاريعه المشبوهة بهدف الخداع، ليسرق. لذلك تزعجه وتخنقه  المبادىء والقيم  فالثبات في القيم خسارة كبرى لديه، بالنسبة له  كل شيء نسبي وظرفي ، الوصايا، حواجز لمشاريعه. لأنها رادعة لتحقيق أحلامه، لأنه " من يكذب يسرق، ومن يسرق يزني، ومن يزني يقتل، ومن يحلف بالزور يحلف باسم الله بالباطل إلخ..." لذلك تجده يحتال على الوصايا يجيد لها مخرجاً تفسيرياً على قياس أهوائه. فيستخدمها سلعة يتاجر به.ا.

لذلك نجد المنافق يأخذ من أعمال المحبة، والصلاة والصوم غطاء له، وسيلة لإعلامه الموجه!!!.غير أن الرب واضح في تعليمه،لا يكفي أن يعمل المؤمن عمل الخير، بل عليه أن يعلمه في الخفية دون أي يراه أحد، لئلا يضيع أجره " فلا يكون لك أجرٌ عند أبيكم في السموات"(متى6: 1). غلى غرار سيده الذي شفى الأبرص قائلاً له :" إياك ان تُخبر أحداً بالأمر..." (متى8: 3). فالزمن له وقته في إعلان أعمال الله القديرة فهو من يحدد الوقت والفرصة السانحة لإعلانها علينا أنسهر " فأما ذلك اليوم وتلك الساعة، فما من أحد يلعمها، لا ملائكة السموات ولا الإبن إلا الآب وحده"(متى24: 36). " لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين، ففي الساعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان"(متى24: 44). مسؤولية المؤمن أن يعمل إرادة الله في عمل الخير، أي في الخفاء.     فيسوع قصد في ذلك أولاً: لأن الرب يدرك تماماً ويعمل جيداً ما هو الإنسان،  فالهروب من التبجح والإفتخار والإنتفاخ في عمل الخير، يجنبون الإنسان الوقوع في خطيئة الخطاي أن يدّعي لنفسه بالخير دون الله الذي هو الخير المطلق.  وبالتالي الوقوع فيهم يسببون العمي والكبرياء، والإدعاء المفرط في النفس، النهاية  السقوط في فخ التجارب.  والخطورة الكبرى أيضاً في صاحب النفاق، خدع الناس بماله أنه يعطي المال للفقراء والمساكين ويساعد البائس والمسكين والأرامل واليتامى ولكنه  يتبجح في ذلك  الى حد " تربيح جميلي" والنتيجة هي: الإستبداد في الرأي والموقف      ا لى درجة فرض الهيمنة على الآخرين...

 العبرة من هذه الحلقة إن  كنت تريد فعل   الخير، عليك أن تفعله  أمام  الله دون سواه، وليس  بمرأى من الناس أي على غرار   المنافق ومهما   تحوّلت الظروف وتبدّلت، يبقى الله أميناً على ما فعلته وهو سيجازيك، بإكليل من المجد.

الى اللقاء في الحلقة المقبلة

وسلام الرب يسوع يكون معكم. آمين.