خلفيات السينودس: أوقفوا نزيف الشرق!

على أبواب سينودس الشرق الأوسط (2)

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان،  الجمعة 8 أكتوبر 2010 (Zenit.org). – لم تأت دعوة البابا إلى عقد سينودس خاص بالكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، كمفاجئة لم يكن يتوقعها أحد. فهذا السينودس، الذي أعلن عنه بندكتس السادس عشر رسميًا خلال لقائه بالبطاركة والأساقفة الشرقيين في كاستل غاندولفو في 19 سبتمبر 2009، هو ثمرة مطالبة وإلحاح العديد من الرؤساء الروحيين الشرقيين. تعود إحدى المطالبات الرسمية إلى أكتوبر 2008، في ختام سينودس الكلمة، حيث أوكل البطاركة والأساقفة الشرقيين إلى البابا بندكتس السادس عشر “نداء سلام” لـ “تعزيز السلام في الحرية والحق والحب في كل مكان”.

عبرت وثيقة الرؤساء الروحيين الشرقيين عن “توقعات وانتظارات” مؤمنيهم لكي “يتم ضمان شروط تعايش اجتماعي مثمر”. وقد بدا النداء الملح كدعوة إلى “السلام في العدالة، التي تضمنها حرية دينية حقيقية”، بإشارة خاصة إلى المسيحيين في الأراضي المقدسة، لبنان، العراق سوريا ومصر.

في معرض مؤتمر أبرشي في بيروت لطائفة الأقباط في 19 فبراير 2009 تم إطلاق نداء طارئ: “ساعدوا مسيحيي العراق لكي يبقوا في أرضهم”. هذا وقد وصف هجرة المسيحيين المتزايدة بـ “نزيف لا يتوقف”، مستنكرًا عدم المبالاة التي يعيشها العالم أمام مشهد المسيحيين المضطهدين والذين يضطرون إلى ترك أرضهم والهروب إلى حضن عدم الاستقرار والبؤس في الغربة. كما واعتبر المؤتمر أن عدم المبالاة هذه إذا استمرت ستجعل من اضطهاد المسيحيين وتهجيرهم ظاهرة تنتشر كبقعة زيت في كل الشرق الاوسط. كما وانتقد المؤتمر عمل الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي لعدم اكتراثهم لظاهرة هجرة المسيحيين الجماعية.

هذا وقد جاء الاقتراح بعقد سينودس أساقفة خاص بالشرق الأوسط خلال زيارة الاساقفة العراقيين إلى الأعتاب الرسولية في يناير 2009، وقد تقدم بالاقتراح رئيس الأساقفة العراقي لويس ساكو. فانطلاقًا من مشكلة هجرة المسيحيين الجماعية، صرح ساكو بان المشكلة الكبرى هي عينها في العراق، لبنان وفلسطين، وهي أن المسيحيين يهجرون البلاد. ولفت الانتباه إلى حالة الذين هاجروا، ولحاجتهم إلى رعاية تعنى بدمجهم في المجتمعات التي انخرطوا فيها. كما وذكر بضرورة تقديم الدعم الثقافي، الاجتماعي، الديني والسياسي لكي يستطيع هؤلاء المسيحيون المهاجرون من الحصول على حقوقهم، ولذا اقترح رئيس أساقفة كركوك عقد سينودس “يسمح لنا بفهم هذه المشكلة. فإذا لم تكن هناك رؤية واضحة، لن يبقى هناك مسيحيون في الشرق الأوسط وسيتركون هذه الارض التي كانت يومًا مباركة والآن باتت ملعونة”.

الدعوة الاخيرة لعقد السينودس جاءت من قبل البطاركة الشرقيين الذين التقوا بالبابا في 19 سبتمبر 2009. وبحسب ما أوردته وكالة الانباء الإرسالية الخارجية (Asianews) حينها اعتبر البطاركة أن هناك أربعة نقاط يجب اعتبارها ومعالجتها لأجل ضمان حياة المسيحيين في الشرق:

– مسألة نمو الإرهاب والتزمت في الشرق الاوسط على حساب التعايش الذي ساد معظم العصور السالفة.

– أهمية الحوار المسيحي-الإسلامي والتعايش السلمي والبناء.

– دور البطاركة الكاثوليك الشرقيين في الكنيسة الجامعة.

– والحالة القانونية للكنائس المتواجدة في الكويت ودول الخليج العربي.

(يتبع)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير