أهداف سينودس الشرق الأوسط بحسب بندكتس السادس عشر

على أبواب سينودس الشرق الأوسط (3)

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان،  الجمعة 8 أكتوبر 2010 (Zenit.org). – إن خطاب البابا بندكتس السادس عشر في سبتمبر 2009، عندما أعلن رسميًا عن سينودس الشرق الاوسط يبين عن إصغاء الكرسي الرسولي العميف لحاجات ومخاوف المسيحيين في الشرق. فمن خطاب البابا نستخلص وعي الكرسي الرسولي لحالة المسيحيين للشرق وتشخيص كنيسة روما لمصاعب المسيحيين. يمكننا استنتاج ثلاث نقاط أساسية دفعت البابا إلى الدعوة لهذا السينودس الخاص لأجل الشرق الاوسط.

– الدافع الأول هو ذو طابع إكليزيولوجي (كنسي). فقد تبنى الأب الاقدس “التقدير” الذي كان قد عبّر عنه المجمع الفاتيكاني الثاني نحو الكنائس الشرقية في الدستور المجمعي “الكنائس الشرقية”، احترامًا وتقديرًا دفع يوحنا بولس الثاني إلى تكريس إرشاد رسولي خاص بالكنائس الشرقية بعنوان “نور الشرق”. وشدد بندكتس السادس عشر على “ضرورة تعزيز البعد السينودسي [أي الشرائكي-المجمعي] للإكليزيولوجيا، التي هي نظرة لاهوتية عزيزة على الكنائس الشرقية والتي عبّر المجتمع الفاتيكاني الثاني عن تقديره لها”.

– الدافع الثاني هو ذو طابع مسكوني، وذلك في ارتباطه الحميم بالحوار مع الأديان الاخرى. فالكنائس الشرقية هي 23، والحوار والتناغم في ما بينها هو ركيزة للحوار المسكوني في كل أنحاء العالم. إضافة إلى هذا البعد الكنسي، هناك بعد لا ينفصل عن المسكونية، وهو بعد الحوار مع الأديان. في هذا المجال، تتمتع الكنائس الشرقية بتاريخ غني بخبرة “التعايش التي نمت مع الألفية المسيحية الأولى” بين مختلف الطوائف المسيحية، ومع المسلمين.

– الدافع الثالث هو ذو طابع جيوسياسي، حيث ذكّر البابا بنداء الاساقفة في ختام سينودس الكلمة في أكتوبر 2008: “لا أنسى – قال الأب الاقدس – النداء للسلام الذي وضعتموه في يدي في ختام جمعية سينودس الأساقفة”، مضيفًا أن “الحديث عن السلام يحملنا في المقام الأول إلى مناطق الشرق الأوسط”.

هذه الابعاد الثلاثة ليست منفصلة بل تشكل وحدة متكاملة. فالوجود المسيحي في الشرق يتطلب إعادة تقييم للتقليد المسيحي الشرقي الذي يربط بشكل جذاب وعريق عمق التصوف النسكي والرهباني، قدسية وجمال الليتورجية، وغنى إكليزيولوجية الشراكة السينودسية، وكل ذلك في اتحاد صميم وحياتي بضرورة الحوار المسكوني ومع الأديان الاخرى، والحاجة الطبيعية للتعايش السلمي الآمن.

(يتبع)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير