إحياء ابن أرملة نائين

الأحد الثالث بعد الصليب

Share this Entry

الأب سميح رعد

بلجيكا، الأحد 10 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – يعكس لنا خبر إحياء ابن أرملة نائين كل عاطفة المسيح بالنسبة إلى البشر من خلال عطفه على هذه الأم الثكلى، ويظهر لنا قدرته المُحِبَّة من خلال وضع حدٍّ لتعاستها بوضعه حدًّا للموت.

ميت محمول، هو ابن وحيد لأمه الأرملة

محنة رهيبة. هذه السيّدة أرملة، لا زوج لها. ومعيلها الوحيد كان ولدها. ها هي تعود وحيدة بدون سند، لا مادي ولا عاطفي، تودع فلذة كبدها، ترافقه إلى القبر. تشعر بوحدتها وبقسوة الأيام عليها، فتنتحب وتبكي.

أشفق عليها يسوع

عندما تقابل موكب هذه الأرملة، موكب الموت، بموكب المسيح، موكب الحياة لمع الأمل من جديد في عيونها، متأملة أن يعيد رب الحياةِ الحياةَ إلى ابنها. لا يخبرنا الإنجيلي لوقا، الذي انفرد في هذا الخبر أن هذه المرأة فتحت فاهها. ولكنه على العكس يقول أن المبادرة أتت من السيد: “أشفق عليها.”

مرة جديدة، من خلال هذا المشهد الإنجيلي، نرى عطف يسوع على مأساة البشر. يقف أمام موكب الموت كمن يقف أمام الإنسانية كلها. يأمر الموت الذي هو حكم على الإنسان بالتوقف، كي يعطي معنًى ورجاء جديدين للبشرية كلها.

“لا تبكي!” ابتسمي للحياة، لأن ابنك عاد إليها مجدَّدًا.

“لا تبكي”، كلمات يسوع هي موعد جديد للبشرية. إنها صورة مسبقة عن القيامة.

أيها الشاب لك أقول قم

نرى يسوع يتحدَّث مع هذا الشاب الميت كأنه يتحدث إلى شاب نائم. وقيامته تشبه إيقاظ نائم. هكذا كلمات فيها سلطة على الموت. كلمات يسوع تعطي حياةً.

أيها الأحباء لنتذكر قول الرسول يوحنا الحبيب، في مطلع إنجيله: “كل شيء كوِّن بيسوع، وبغيره لم يكوّن شيء مما كوِّن” يسوع هو مصدر حياتنا، هو نبعها، وهو شافيها ومقيمها.

أصابهم خوف عظيم، فجعَلوا يُمجِّدونَ اللهَ قائلين: لقد قامَ فينا نبيٌّ عظيمٌ وٱفتقَدَ اللهُ شَعبَهُ

لنتخيل أيها الأحباء مشهد قيامة ميت، سيصيبنا ذهول وخوف… إن إحياء الميت لعمل مدهش، عمل يفوق الطبيعة، هو عمل الله من خلال أصفيائه. إنه لمن الطبيعي أن يخاف أهل نائين الخارجين في موكب حزين بعد هذا المشهد.

ولكن هذا الخوف تحول إلى تمجيد لله. يسوع هو النبي الأعظم. الله افتقد شعبه.

نائين الضيعة التي لا يذكرها العهد القديم، قد أصبحت مدينة القيامة. سيتعاظم اسمها لأن الله صنع فيها الأعجوبة الكبرى.

من خلال هذا الحدث العظيم، سيصرخ يوحنا المعمدان: “توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات. الموتى يقومون. الله هنا حاضر بينكم.”

الموتى يقومون اليوم، لنمجد الله

يقول الرسول بولس: “تَنبَّهْ أيُّها النّائِم وقُمْ مِن بَينِ الأمْوات يُضِئْ لَكَ المسيح” (أفسس 5، 14). إن الحياة الروحية هي حياة يقظة وحياة قيامة شبيهة بقيامة هذا الشاب اليوم. والكنيسة أمنا ستفرح بيقظة أبنائها وقيامتهم، كما فرحت أرملة نائين بقيامة ولدها.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير