بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 (Zenit.org). – “الشركة الكنسية هي الضرورة الأولى التي يجب على المسيحيين أن يهتموا بها في واقع الشرق الأوسط المعقد”، بهذه الكلمات عبّر عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال أنجلو سودانو، عن الأولية المطلقة في ما بين جدول الأولويات والتحديات الطويل الذي تزخر به مذكرة الجمعية العامة الخاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط المنعقدة في الفاتيكان من 10 وحتى 24 من الجاري.
وذكّر سودانو في معرض حديثه الذي افتتح اليوم مداخلات الجمعية العمومية بتركيز البابا يوحنا بولس الثاني على موضوع وحدة المسيحيين خلال السينودس لأجل لبنان في عام 1995، وقد كرس له اهتمامًا خاصًا في الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” (1997)، حيث لفت إلى أن “كل الجماعات المسيحية تشكل كنيسة كاثوليكية واحدة مجتمعة حول خليفة بطرس ومكرسة لخدمة البشرية”.
وبالحديث عن العوائق الداخلية للوحدة أشار سودانو إلى ميل بعض الكنائس إلى التجديد في حين تتمسك كنائس أخرى بالتقليد، واعتبر أن الحل الوسط والضروري ينبع أيضًا من كلام الرب يسوع الذي يدعو إلى تطبيق مبدأ “الجديد والقديم” (راجع مت 13ـ 52).
ثم أردف سودانو موضحًا أن الوحدة هي قوة خلاقة تمكن المسيحيين من “العمل سوية لتهيئة فجر جديد للشرق الأوسط، من خلال تفعيل المواهب التي أسبغها الله علينا”.
مفاعيل الوحدة: الحوار الودي مع الأديان الأخرى
من هذا المنطلق، إن شهادة الوحدة المسيحية لا تختزل معناها وثمارها في خبرة داخلية، بل تحمل ثمارها في المحيط الاجتماعي والسياسي، فتقدم إسهامها وتلعب دورها في حل نزاعات الشرق العالقة والمتمثلة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والمناوشات الدينية والطائفية المختلفة.
كلمات مماثلة في الحوار مع الأديان الأخرى قالها رئيس أساقفة كركوك للكلدان لويس ساكو، الذي دعا إلى “التزام جدي في الحوار مع المسلمين. لأنه بمعزل عن الحوار ما من إمكانية حقيقة للسلام والأمن”. فقط إذا ما تعاون المسلمون والمسيحيون يستطيعون أن يقتلعوا شوكة الحرب والعنف بكل أشكالها. وعليه “يترتب علينا أن نضم أصواتنا لكي نستنكر الصفقة الاقتصادية الكبرى التي تقوم على تجارة الحرب”.
ففي اللقاء مع الأديان الأخرى، وبشكل خاص الإسلام، لا بد من النظر إلى العناصر المشتركة بين الأديان، من هذا المنطلق تحدث رئيس الرهبنة المارونية المريمية الأباتي سمعان أبو عبدو عما هو مشترك بين مسيحيي ومسلمي الشرق الأوسط، فلفت إلى نقاط أربع:
1- العائلة، التي تحمل القيم وتدافع عنها كونها خلية المجتمع الأولى، كما وأنها خلية الكنيسة الأولى.
2- تكريم العذراء مريم التي يتحدث عنها الكتاب المقدس والقرآن الكريم. فمريم هي أم المصالحة والوحدة وهي ملكة السلام. وأشار رئيس عام الرهبنة المارونية إلى إعلان الحكومة اللبنانية الخامس والعشرين من مارس، عيد بشارة السيدة العذراء، عيدًا مشتركًا بين المسيحيين والمسلمين.
3- القيم الإنسانية، الوطنية والدينية التي هي ركيزة الحوار والاعتراف بالآخر.
4- الجهد التربوي على الصعيدين المدرسي والجامعي والذي يجب أن يهدف إلى تنشئة أجيال المستقبل على الديمقراطية، اللاعنف، وتوطيد حضارة السلام.