الفاتيكان، الجمعة 15 أكتوبر 2010 (zenit.org). – ننشر في ما يلي مقطتفات من مداخلة الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، في شينوجس الأساقفة.
إنّ النقطة الرئيسية التي أكّد عليها قداسة البابا هي العيش في المسيح كأساسٍ للجماعة في داخل الكنائس وفي علاقاتها فيما بينها ومع الأديان الأخرى ومع مسيحيين آخرين ومع العالم. فأنا أؤمن بأن هذه النغمة الروحية، أي الرجوع إلى المسيح مركز حياتنا، هي المفتاح لفهم هذا السينودس. (…) وفي جوّ الاهتداء هذا، تتأسسُ مشاركة كنائسنا الشرقية في حياة السلام والتعايش والتضامن وتجاوز جميع الصراعات المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط.
لا تخفى الانقسامات في الشرق كونه يتسمُ بتعددية الطقوس ويمتلكُ ثرواتٍ لاهوتية من تعاليم آباء الكنيسة وعاداتٍ وتقاليد استلمها من كبار رجال الإيمان. ولذلك وجبَ وجود روحٍ جماعية داخل الكنائس، الشرقية ومع مثيلاتها في ذات المنطقة، ومن ثمّ مع الكنيسة اللاتينية الحاضرة في أنحاء الشرق الأوسط. وهذا يجعلنا ننفتحُ على الجماعة العالمية بالشركة مع أسقف روما وباقي كنائس الغرب. وأنا أمثّل في هذا السينودس المجموعات الأساسية من أساقفة هذه المنطقة في العالم كلّه.
إنه عملٌ صعب، لكن قوتنا لا تكمنُ في العدد بل في قوة الله التي فينا. ويبقى الصبرُ والغفران والمسامحة شهداء كلّ يوم. فنحن نعلم أنّ الكنائس الشرقية الكاثوليكية متوّجة بالعديد من الشهداء الذين أعطوا حياتهم للمسيح. ولكن هناك أيضًا استشهادُ الحياة اليومية من خلال العيش كأقليّة صغيرة مع مواطنين من أديانٍ أخرى، ونذكر في هذا الصدد كلمات المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن الربّ معنا”. مع هذا، هناك حاجة ماسّة لتعلّم الصبر وعمل الخير والتفاهم مع الآخر والاستعداد الدائم لسماع كلمة الله وحاجات ووواقع قريبنا.