بقلم مارين سورو
روما، الأربعاء 20 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – “لسنا لوحدنا” و”بدعم من صلاة وفهم ومحبة كل إخوتنا وأخواتنا حول العالم” يجب أن نعمل “لإعداد فجر جديد للشرق الأوسط”: هذا هو أحد البيانات التي وضعها غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط، في 18 أكتوبر أي في منتصف السينودس.
في قاعة السينودس، وبحضور بندكتس السادس عشر، قدم المقرر العام لسينودس الشرق الأوسط ملخصاً عن مختلف المداخلات التي تعاقبت خلال الأيام الأخيرة ضمن التجمعات العامة، وقدم بعض الخطوط الرئيسية لتسهيل أعمال المناظرات.
في تقريره بعد المناقشة العامة، شدد على هذا “الحضور المهم” في الشرق الأوسط: حضور “أقلية ضئيلة” يجب أن تحقق دعوتها “ورسالة الشهادة في خدمة الإنسان والمجتمع وبلادنا”.
هذه الرسالة وصفها بالأساسية قائلاً: “إن الخطر الذي يهدد مسيحيي الشرق الأوسط ليس ناشئاً فقط عن وضعهم كأقلية، ولا عن التهديدات الخارجية، وإنما بخاصة عن ابتعادهم عن حقيقة الإنجيل وعن إيمانهم ورسالتهم”. وأضاف: “إن مأساة الإنسان الحقيقية لا تتمثل في معاناته بسبب رسالته، بل في فقدان رسالته وفقدان معنى وغاية حياته”.
الصراحة والصدق في الحوار مع المسلمين
في تقريره، تحدث البطريرك المصري مطولاً عن العلاقات مع المسلمين. فقال: “إن قربنا من المسلمين يعززه 14 قرناً من الحياة المشتركة التي شملت مصاعب ونقاطاً إيجابية كثيرة”.
وعبر عن رغبته في حوار يطلق “مرحلة جديدة من الصراحة والصدق والانفتاح”. وقال أن هذا الأمر مهم سيما وأن الإعلان الإسلامي يصبح ناشطاً أكثر فأكثر في الغرب، لذا “لا بد من التعبير عن رؤيتنا المختلفة للحقيقة”.
“يجب أن نأخذ بالاعتبار أن المسلمين عندهم تيارات تعليم وعمل مختلفة”، حسبما أضاف البطريرك ذاكراً “الأصوليين، التقليديين المسالمين – الأكثرية – الذين يعتبرون الإسلام العقيدة والقاعدة الساميتين ولا يجدون مشكلة في العيش السلمي مع غير المسلمين، والمعتدلين المنفتحين على الآخر والذين يشكلون نخبة”.
“سيكون الحوار مثمراً مع الملتزمين بالدفاع عن حقوق الإنسان وعن الآداب القائمة على مبادئ الطبيعة البشرية والعائلة والحياة والدولة المدنية”. “فلنشجع تيار الأشخاص المعتدلين والصادقين. ولنبن معاً “حاضرة شركة”.
وبشأن العلاقات مع اليهودية، تحدث البطريرك عن “تداعيات” الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على العلاقات بين المسيحيين واليهود. “كنائسنا ترفض معاداة السامية ومعاداة اليهودية”، حسبما أعلن مسطراً أهمية الصلاة من أجل السلام.
عدم تشجيع هجرة المسيحيين
في تقريره أيضاً، شدد البطريرك المصري على مسألة الهجرة “أحد التحديات الكبرى التي تواجه وجود المسيحيين في بعض بلدان الشرق الأوسط”.
هذه الهجرة هي معزوة بشكل رئيسي إلى “الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتزايد الأصولية، وتقييد الحريات والمساواة، التي تتفاقم كلها بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحرب في العراق”. هذه الظاهرة المقلقة تحث “الشباب والمثقفين والميسورين” على المغادرة “حارمين الكنيسة والبلاد من الموارد القيمة”.
وأضاف: “ينبغي على الكنيسة أن تشجع مؤمنيها على البقاء كشهود ورسل وبناة سلام ورفاهية في بلدانهم”. وأردف قائلاً أنه لا بد من تلافي الخطابات المتشائمة وعدم تشجيع الهجرة.
مفهوم الدولة المدنية
تطرق غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب إلى دور المسيحيين، سكان الشرق الأوسط الأصليين الذين ينتمون “بقوة القانون إلى النسيج الاجتماعي وإلى هوية بلدانهم”.
وبالإشارة إلى “الأوضاع التي تسهل حياة المسيحيين” في الشرق الأوسط، ذكر بمفهوم “العلمانية الإيجابية” المذكور كـ “عامل مناسب”، والذي يفضل استعمال مصطلح “الدولة العلمانية” بدلاً منه لأنه بعيد عن شبهات الإلحاد.
كذلك، شدد البطريرك على الحاجة إلى توعية المؤمنين على أهمية “الحضور المرئي والقاطع في الحياة العامة”.
وقال ختاماً: “التربية هي مجال مفضل في عملنا واستثمار كبير”. فكثيراً ما تكون المدارس المسيحية “المكان الوحيد للتنشئة المسيحية. لذا لا بد من الحفاظ عليها بأي ثمن”.