بقلم ماريا إيلينا فينيسي
روما، الأربعاء 20 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – خلال قيام بندكتس السادس عشر برحلة حجه إلى الأراضي المقدسة في شهر مايو 2009، شكل الأردن محطته الأولى.
لكن العديد من الحجاج يغفلون عن الأردن ويستثنونه من الرحلات الرسمية إلى الأراضي المقدسة. ومع ذلك، فهو إحدى الأمم التي تخضع لسلطة بطريركية القدس اللاتينية، ويقول البطريرك أنه لا بد من الاعتراف بأهمية الأردن.
فقد ألقى رئيس الأساقفة فؤاد طوال الأردني الأصل كلمة من موطنه في المعرض المعنون “نظرة إلى مسيحيي الشرق الأوسط” الذي يستمر برعاية حراس الأراضي المقدسة خلال سينودس الشرق الأوسط لغاية نهار الأحد.
قال رئيس الأساقفة أن الأردن يشمل “الشريحة الأكثر تناغماً في جماعتنا المسيحية المحلية، والتي نما عددها بإضافة العديد من اللاجئين الفلسطينيين خلال عامي 1948 و1967”.
ونتيجة لذلك، تضم البلاد حالياً 65 رعية و77000 مؤمن.
وأشار رئيس الأساقفة طوال إلى أن “80% من إكليريكيينا هم من أصل أردني”.
كما أصر البطريرك على أن يشكل مسيحيو الأراضي المقدسة محور اهتمام الكنيسة. وذكر بأنهم “يتحدرون من الجماعة الأولى التي أنشأها يسوع المسيح بنفسه”، وبأن الكنيسة لم تكن يوماً في الماضي “كنيسة الجلجلة” كما هي الحالة الآن إلى حد أن وجود المسيحيين في الأراضي المقدسة يمكن اعتباره كـ “رسالة، ودعوة” من الله لـ “حمل هذا الصليب”.
كذلك، فإن الأردن هو مثال للحوار والتعايش الديني، حسبما قال رئيس الأساقفة طوال الذي أشار إلى العمل الخيري التي تقوم به الجماعة المسيحية هناك على الرغم من كونها أقلية. ويقدم الأردن المساعدة إلى حوالي 500000 لاجئ، وإلى العراقيين بخاصة، ويطمح إلى أن يكون قدوة لمنطقة الشرق الأوسط كلها.
وفي الأردن أيضاً، ظهرت أفضل ردات فعل على الكلمة التي ألقاها البابا في ريغينسبرغ، حسبما أضاف رئيس الأساقفة. فهناك، برز انفتاح بلغ ذروته في زيارة بندكتس السادس عشر إلى مسجد عمان الذي استقبل فيه علناً كخليفة بطرس.
معالجة القضايا
ورافق رئيس الأساقفة طوال خلال كلمته المونسنيور صايغ ورئيسة كاريتاس الأردن هدى موهشر.
ولفتت هدى موهشر إلى أن دور المسيحيين الحاسم في المجتمع المدني الأردني يكمن في ما سماه البابا بندكتس السادس عشر بـ “حوار الأعمال”.
كما قالت أن كاريتاس عالجت كل الأوضاع الطارئة الأكثر خطورة منها أوضاع المهاجرين.
وأضافت مديرة كاريتاس: “لدينا جبهتان خيريتان. إحداهما للأردنيين الذين تأسست كاريتاس من أجلهم، وأخرى لكل الأجانب الذين يصلون إلى البلاد ويحتاجون إلى المساعدة”.
وبما أن الأردن هو مختبر تعايش بين المسيحيين والمسلمين، وبين المواطنين والأجانب، فإن “القسم الأكبر من الأموال التي وصلت خلال السنوات الماضية خصصت للاجئين العراقيين وليس للأردنيين”.
ومن بين مشاريع كاريتاس العديدة – المؤسسة الوحيدة التي يمكنها الدخول إلى السجون مثلاً – هناك مشروع سلطت موهشر الضوء عليه وهو عبارة عن مركز رعاية للأطفال المعوقين ولعائلاتهم.
وذكرت مديرة كاريتاس أن كل نشاط يبدأ بالصلاة من دون أفعال مبالغ فيها بل في سكون القلب.