حاوره طوني عساف
الفاتيكان، الخميس 21 أكتوبر 2010 (zenit.org). – الهجرة، الأوضاع السياسية والكنسية في الموصل والعراق، الصراعات بين السنة والشيعة وتأثيرها على المسيحيين وعلى الحوار بين الأديان، هي من المواضيع التي تناولناها في هذه المقابلة مع رئيس اساقفة الموصل في العراق المطران إميل نونا.
ما الذي تتوقعونه من سينودس الشرق الأوسط للعراق؟
نحن نتوقع الكثير. أولاً على صعيد الكنيسة أو الكنائس في الشرق الأوسط، نتوقع أن تكون أكثر شركة فيما بينها حتى تشهد بشكل عميق وجذري للمبادىء المسيحية. على صعيد العراق، نتوقع أن تتجذر هذا الشهادة أكثر لأن العراق يمر بأزمة كبيرة. ولهذا السبب فإن سينودس الشرق هو فرصة كبيرة للتعمق والتفكير في هذه المبادىء الأساسية للمسيحية التي هي شركة وشهادة.
ما الذي تقومون به لتجنّب هجرة المسيحيين الذين يرحلون ليس لأنهم لا يحبون وطنهم وإنما لأنهم يخافون على حياتهم ومستقبلهم؟
في موضوع الهجرة هناك شقين. الشق الأول ليس في يد الكنيسة والذي هو الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلد بشكل عام والتي أثرت ليس على المسيحيين وحسب، وإنما على كل العراقيين. هناك هجرة ليس من المسيحيين فقط ولكن أيضاً من باقي الديانات. الشق الثاني يخص المسيحيين بشكل خاص. والكنيسة بالتأكيد يجب أن يكون لها دور قوي في تثبيتهم. بشكل عام الكنيسة هي ضد الهجرة، ولا بد لها من أن تساعد المسيحيين لتمكِّنهم من أن يثبتوا في وطنهم. المهم هو التجذر في الإيمان، والتعمق في المبادىء المسيحية والقيم المسيحية وخلق فرص إن كانت فرص عمل أو فرص حياة، كريمة، مستقلة، للمسيحيين. وبالتأكيد هذا هو الدور الذي على الكنيسة أن تقوم به.
أرض برشيتكم أرض عُرفت بأرض الدماء. تخلفون الأسقف الراحل بولس فرج رحو، وهو ليس الوحيد الذي توفي فيها. نذكر الأب رغيد غني والشمامسة الأربعة وكهنة آخرين ومؤمنين علمانيين. هل تحسنت الأمور في الموصل؟
بشكل عام تحسنت الأمور في العراق ولو بشكل نسبي. ولكن الأمر مختلف بين منطقة ومنطقة. فهناك أجزاء من العراق مستقرة أمنياً وجيدة اقتصادياً وهناك مناطق أخرى غير مستقرة وتحتاج الى الكثير لتستقر. فيما يخص وضع مدينتنا وأبرشيتنا الموصل، تحسنت الأمور بشكل عام إن كان أمنياً (وهذا ما يهم الناس) أو اقتصادياً. نحتاج الى الكثير لكي تعود الأمور الى سابق عهدها، نحتاج الى الثقة التي فقدها المسيحيون بمناطقهم الأصلية حيث عاش آباؤهم وهم ولدوا فيها. نحتاج الى عودة الثقة الى مسيحيي هذه المناطق.
إذن نستطيع القول بأن الأمور تحسنت بشكل قليل في العراق لكن أكرر، الأمر يختلف بين منطقة وأخرى. في ما يخصنا كمطارنة وإداريين في الكنيسة علينا أن نعمل لإعادة ثقة المسيحي بأرضه وبلده ومنطقته. إنه عمل جماعي وليس عملاً فردياً، عمل يحتاج الى تعاون وتكاتف كل مكونات المجتمع العراقي.
الصراعات بين السنة والشيعية في العراق، عل لا تزال موجودة؟ وما تأثيرها على المسيحيين؟
هذه الصراعات حالياً عير موجودة. كانت قبل سنوات وقد تمكن العراقيون من التغلب على هذه الطائفية. العراقيون شعب يحب العراق كدولة قوية، يحب أن يعيش بسلام. بالتأكيد مر العراق بفترة عصيبة مع هذه الصراعات. وقد كان تأثيرها على الشعب كله وليس فقط على فئة معينة. أي صراع في العراق بين فئة وأخرى يؤثر على كل البلاد. والعراقيون يحاولون أن يتجاوزوا هذه الصراعات والاتحديات الموجودة.
ما هي الحلول التي تقترحونها لحل مشكلة الهجرة ولبقاء المسيحيين في العراق؟
بالتأكيد على الكنيسة أن تقدم لهم المشاريع أو الخطط التي تساعدهم على البقاء في أرضهم. على الصعيد الديني لا بد من ان يكون هناك تعمق ديني، طرح للقيم المسيحية بشكل قوي وعميق ومؤثر في الحياة، وعلى الصعيد العملي، على الكنيسة أن تساعد على توفير الفرص التي تساعد المسيحيين على العيش على صعيد العمل كما وعلى صعيد المعيشة المستقرة الآمنة. طبعاً للكنيسة دور كبير ونحن نحاول، بقدر إمكانياتنا وبحسب وضعنا الذي هو غير مستقر مائة بالمائة، أن نقدم هذه المشاريع وهذه الفرص.