روما، السبت 23 أكتوبر 2010 (zenit.org). – صاحب النيافة يوسف سويف هو رئيس أساقفة قبرص للموارنة وأمين السر الخاص لسينودس الشرق الأوسط الذي المنعقد في روما من 10 ولغاية 24 أكتوبر 2010. في السادس من ديسمبر 2008، منح غبطة البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير الدرجة الأسقفية للمونسنيور يوسف سويف في بازيليك سيدة لبنان، حريصا. وأقيم حفل تنصيب رئيس الأساقفة يوسف سويف في كاتدرائية سيدة النعم المارونية في نيقوسيا. وفي أكتوبر 2009، أصبح رئيس الأساقفة سويف عضواً في مجلس أساقفة أوروبا الكاثوليك.
ننشر في ما يلي المقابلة التي أجريت في حاضرة الفاتيكان مع صاحب السيادة، رئيس أساقفة قبرص للموارنة، والتي حاورته خلالها غابرييلا ماريا ميليغ، مراسلة بطريركية القدس للاتين في روما في سينودس الشرق الأوسط.
***
صاحب النيافة، خلال هذه السنة، جاء قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى قبرص في مهمة خاصة. هل بإمكانكم أن تشرحوا لنا باختصار دور الكنيسة المارونية في قبرص؟
في شهر يونيو 2010، عشنا تجربة رائعة خلال استقبال قداسة البابا بندكتس السادس عشر خلال ثلاثة أيام تاريخية وسارة جداً في قبرص!
أعني بذلك نحن ككنيسة كاثوليكية مؤلفة في قبرص من الموارنة واللاتين، والكنيسة الأرثوذكسية في قبرص التي يترأسها صاحب الغبطة كريزوستوموس الثاني. بصفته رئيس السينودس الأرثوذكسي في قبرص وكذلك بصفة شخصية، رحب بحرارة بقداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى جانب الحكومة القبرصية، والرئيس ديميتريس كريستوفياس. لقد عشنا جميعاً مع كل الجماعات القبرصية هذا الحدث التاريخي على هذه الجزيرة.
نجحت الزيارة على الصعد الوطنية والاجتماعية والكنسية والروحية. وبشأن موارنة قبرص، فإن وجودنا ليس حديثاً. نحن نعيش في الجزيرة منذ حوالي 1200 سنة، ونشكل جزءاً من المجتمع، ونسهم في هذا المجتمع القبرصي المتعدد الثقافات، مقدمين له إرثنا وتقليدنا وتجاربنا الكنسية والروحية والبشرية من أجل خير البلاد جمعاء.
إن قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي هي أشبه بجسر بين الشرق الأوسط وأوروبا. ذكرت أوروبا لأن قبرص هي طرف كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي. وقد ساعد موقعها ودورها كالحياة الجغرافية والاجتماعية على أن تكون جسراً، مما يعني أن تكون مكان لقاء ووحدة وتوفيق بين الأبعاد الثقافية بين الشرق والغرب. في هذا البعد، يكمن دور أبرشيتنا المارونية ورسالتها.
تجدر الإشارة هنا إلى واقع رمزي، عندما قام قداسته – خلال زيارته في يونيو 2010 إلى قبرص – بتقديم وثيقة “أداة العمل” إلى البطاركة الكاثوليك التابعين للكنائس الشرقية الكاثوليكية، وإلى رؤساء المجالس الأسقفية الكاثوليكية في الشرق الأوسط.
ما هي مهمتكم كرئيس أساقفة قبرص في السينودس الخاص بالشرق الأوسط؟
في شهر أبريل 2010، عينني صاحب القداسة أمين السر الخاص للسينودس الخاص بالشرق الأوسط. وهكذا، فإنني أشارك في رئاسة السينودس، وبالطبع أن دور أمين السر يقضي بشكل عام بتقديم المساعدة المباشرة للمقرر العام للسينودس، أي لصاحب الغبطة أنطونيوس نجيب، بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك، وبمتابعة أعمال السينودس بالتنسيق مع أمانة السر العامة ومجموعة الخبراء.
هناك مهام أساسية تذكر خلال الجلسات. لذا من الضروري أن أتابع وأصغي بدقة إلى ما يقوله آباء السينودس ويقدمونه من خلال تجاربهم كرعاة كنائسهم المحلية، وفي سبيل تحضير عناصر لتقرير السينودس. فأكثر الأمور أهمية في السينودس يكمن في أقوال الآباء. بهذا المعنى، لكل الوثائق التحضيرية للسينودس دور في خلق الأجواء. والعنصر الأكثر أهمية هو ما يقوله الروح القدس من خلال الأساقفة خلال الجلسات. ومن المؤكد أن هناك أهمية لإسهام كل أب لأنه يعكس تجربة شعب الله في مختلف المناطق.
وهكذا، فإن أمين السر الخاص يتابع أعمال آباء السينودس، ويساعد في صوغ المقترحات في ختام كل جلسة. وهذا النوع من العمل يتم بمساعدة خبراء ومجموعة كبيرة من العاملين في أمانة السينودس العامة، لأن النتائج ستقدم في الختام إلى الأمين العام، نيافة رئيس الأساقفة نيكولا إيتيروفيتش.
بالنظر في نص “أداة العمل”، هل أستطيع أن أسأل عن الأمر الأساسي لكنيسة قبرص؟
بشأن تجربة قبرص، نحن كموارنة – وكما ذكرت مسبقاً – نعيش في قبرص منذ القرن الثامن/التاسع. وتجربتنا الروحية تظهر وتؤكد أننا شعب متدين ومتعلق بالكنيسة. نشكر الله لأن شعبنا يعيش إيمانه وينبغي علينا أن نولي اهتماماً بالشباب من ناحية حياة الإيمان والروحانية. نحن في قبرص – مع إخوتنا وأخواتنا من كافة الجماعات، أي من القبارصة اليونانيين، القبارصة الأتراك، اللاتين والأرمن – نشكل المجتمع القبرصي، ونسهم في الحفاظ على هذا المجتمع المتعدد الثقافات كرسالة تعايش حقيقية. وبالطبع، نتمنى أن يتم التوصل إلى حل للمشكلة القبرصية، حل يكون مبنياً على السلام والمصالحة والحرية والعدالة. نتمنى كموارنة – أي كجماعة صغيرة وإنما غنية بتاريخها وثقافتها – أن نعود إلى قرانا.
نحن نرى أن كل الكنائس والأديار والمساجد القائمة على هذه الجزيرة يجب أن تكون مفتوحة للجميع. هذا يعتبر بركة للمصالحة والمغفرة والمحبة بين الناس. والمؤمن الحقيقي والجدي يعكس ما يعيشه روحياً.
المسيحي مدعو إلى الشهادة لقيم الإنجيل وواقع القيامة مما يعني السلام والمغفرة والأخوة والمحبة واح
ترام كل إنسان في العالم.
إننا نشجع كل مبادرات العمل الجماعي بين المسيحيين، وبين المسيحيين وغير المسيحيين في مختلف المشاريع، في المجالات التربوية والاجتماعية والبشرية. فالعمل الجماعي يساعد في تعزيز الثقة وتجديد الألفة بين الشعوب والعائلات.
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)