الفاتيكان، الأحد 24 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان – تسلّم البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في الفاتيكان أوراق اعتماد سفراء سلوفينيا، الإكوادور والبرتغال الجدد لدى الكرسي الرسولي.
في كلمته لسفيرة سلوفينيا السيدة مايا ماريا لوفرنتشيش سفيتيك، ذكّر الأب الأقدس بانضمام البلاد لعضوية الاتحاد الأوروبي وبالجذور المسيحية “للقارة القديمة” وبالقديسين كيريللس وميتوديوس مبشّري الشعوب السلافية، وقال إن تأصّل سلوفينيا في القيم الإنجيلية التي تعزّز دوما هويتها وتغني ثقافتها قد ساهم بشكل كبير في تماسك البلاد… وفي إشارة لتاريخ الشعب السلوفيني، أضاف البابا، تبان بوضوح القيم الخلقية والروحية للمسيحية لافتا إلى إن هذا الإرث الروحي شكّل أيضا، وفي اللحظات الأكثر صعوبة وألما، خمير عزاء ورجاء، ودَعَم البلاد في مسيرتها نحو الاستقلال بعد سقوط النظام الشيوعي… وتحدّث البابا عن حيوية الجماعة الكنسيّة في الأرض السلوفينية من خلال النشاطات الرعوية وأعمال المحبة في مختلف الأطر الاجتماعية، وحيّا كاثوليك البلاد الراغبين ـ وكما قال ـ في تقديم إسهامهم لبناء مجتمع أكثر عدلا وتضامنا على الدوام…
وفي كلمته لسفير الإكوادور السيد لويس دوزيتيو لاتورّي تابيا، ذكّر البابا بأنه زار هذا البلد عام 1978 ليسلّط الضوء بعدها على ثمار الإيمان الكاثوليكي القادر على رقيّ الشخص والمجتمع، وأضاف أن الكنيسة “لا تبحث عن أي امتياز” إنما تطالب فقط بتقديم إسهامها من أجل النمو المتكامل للإنسان، وشدد على ضرورة تغلّب الخير المشترك على المصالح الخاصة، وذكّر بأهمية اعتبار “الواجب الخلقي” مرجع كل موطن. كما شدد بندكتس السادس عشر على الخير الروحي والأخلاقي للأشخاص، وأهمية الدفاع عن الحياة في جميع مراحلها، والحرية الدينية، وحماية العائلة المؤسسة على الزواج بين رجل وامرأة. وأثنى البابا في ختام كلمته على إسهام الكنيسة الكاثوليكية المحلية في تربية الشباب وحثّ مواطني الإكوادور على الحفاظ على الجمالات الطبيعية لبلادهم…
وفي كلمته لسفير البرتغال الجديد السيد مانويل توماس فرنانديس بيرييرا، ذكّر البابا بندكتس السادس عشر بزيارته هذه الجمهورية في شهر أيار مايو الفائت، وتحدّث عن التزام الكرسي الرسولي في خدمة قضية النمو المتكامل للإنسان والشعوب وشدد بهذا الصدد على أهمية القيم الروحية والأخلاقية… كما وذكّر الأب الأقدس بما جاء في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني”: بما أن مِن رسالة الكنيسة وطبيعتها ألاّ ترتبط بأي شكل خاص من أشكال الثقافة ولا بأي نظام سياسي واقتصادي واجتماعي، تستطيع الكنيسة بصبغتها الجامعة هذه أن تكون صلة وثيقة بين الجماعات البشرية المختلفة، وبين الأمم المتعددة، شرط أن يولوها الثقة ويعترفوا لها عمليا بحرية حقة للقيام برسالتها”… وشجّع البابا المسيحيين على تحمّل كامل مسؤولياتهم الخاصة كمواطنين ليساهموا بفاعلية لصالح الخير العام والقضايا الكبرى للإنسان…