حاوره روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 25 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). - رغم أن وثيقة عمل السينودس لم تكرس حيزًا كافيًا للحياة الرهبانية بشكل مباشر، إلا أن بعض المداخلات السينودسية، والنقاشات ساهمت في تسليط الضوء على الدور الرائد الذي تلعبه الحياة الرهبانية والنسكية في بقاء مسيحيي الشرق وتأديتهم لدعوتهم.
في هذه المقابلة يحدثنا الأباتي سمعان أبو عبدو، الرئيس العام الحالي للرهنبة المارونية المريمية، عن الدور الذي تلعبه الحياة الرهبانية، من خلال مختلف الخدمات التي تقدمها، وبشكل خاص الدور التربوي، في تثبين جذور المسيحيين في الشرق وفي توطيد روابط الحوار مع مؤمني الديانات الأخرى، في سبيل تعايش سليم بين مختلف المواطنين.
* * *
لقد ركزتم في معرض مداخلتكم السينودسية على موضوع الهجرة الشائك. وقد قدمتم بعض الحلول منها العمل لإحلال السلام والديمُقراطِيَّة، التركيزِ على المُواطِنِيَّة، تشجيع المَسيحِيين على الانخراط في الحياة العامة والسياسِية وعلى عدمِ الانعزال والتراجع. ثم قمتم بتقديم أربع نقاط تشمل أرضية هامة للتعاون بين المسيحيين والمسلمين: "العائلة، العذراء مريم، القيم الإنسانية والوطنية، والعمل التربوي". هل عرفتمونا بشكل أفضل على عيش هذه الأسس على أرض الواقع في لبنان وفي بلدان انتشار رهبنتكم؟
من خلال عمل الرهبانية اليوم، نحن نرى أن العمل التربوي هو هام جدًا في تثبيت المسيحيين في الشرق الأوسط وفي تثبيت دعائم العيش المشترك.
من خلال العمل التربوي نؤمن بأننا نسهم في تثبيت المسيحيين في الأرض. تؤمّن الرهبنة مراكز هامة لتربية الشباب وتثقيفهم، الأمر الذي يفسح المجال للتجذر في لبنان.
أما في شأن العيش المشترك، مدارسنا وجامعاتنا ليست فقط للمسيحيين، هي منفتحة لجميع اللبنانيين وجميع المشرقين. هناك نسبة هي صغيرة نسبيًا ولكنها هامة وتبين عن نجاح عملنا للانخراط. ففي منطقة الشوف النسبة العليا هي للدروز الذين يشكلون 65 % من نسبة التلاميذ. وهناك أيضًا تلاميذ عرب ومسلمين يأتون من البلاد العربية إلى جامعة سيدة اللويزة بشكل خاص.
أما في نطاق المدارس، فلدينا مدرسة هي مثال التعايش، هي مدرسة خربة قنافار. عندما أزورها أقول: "أنا هنا في مدرسة هي رمز التعايش". يتعايش فيها دروز، إسلام ومسيحيون. هي مدرسة صغيرة ولكنها نموذجية في العيش المشترك. في هذا الحقل التربوي ينمي التلميذ على قبول الآخر، في مدرسة متعددة الأديان في اختلاف دون خلاف. من هنا نستطيع أن نقدم بعملنا التربوي هذا العيش المستقبلي اللائق لشبيبتنا.
السينودس يدعونا إلى التعايش والسلام، كيف يتم ذلك؟ من خلال المدارس التي تربي على العيش المشترك. دورنا التربوي لا يقتصر على تقديم المعلومات بل على التربية على مفهوم الحوار. ونحن ولو بعدد ضئيل نساهم في تثبيت المسيحيين في الشرق الأوسط.
ماذا عن موضوع مريم العذراء. فأنتم تعتبرونها عامل وحدة. ولكن أليس الخلاف العقائدي الأول بين المسلمين والمسيحيين قائم على حدث البشارة. فالمسيحيون يقرأونه كحدث التبشير بولادة ابن الله، والمسلمون يقرأونه كحدث التبشير بنبي عظيم هو إنسان فقط؟
وكذلك مريم العذراء هي عنصر وحدة بين المسيحيين والمسلمين، هي امرأة الوحدة من دون منازع، وهي مذكورة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. عندما نتحدث عن مريم العذراء كعامل وحدة لا ندخل في أمور عقائدية، ففيها اختلاف كبير. هي المرأة الوحيدة المكرمة بين النساء المذكورة في القرآن الكريم. نلتقي لديها كامرأة المصالحة. أعطتنا ابنها يسوع المسيح المذكور في الكتابين المقدسين. عيد البشارة المصادف في 25 آذار أضحى عيدًا وطنيًا رسميًا في لبنان للمسلم والمسيحي، وذلك دون أن ندخل في عقيدة كل من الشيع. نتحدث عن مريم كعامل وحدة انطلاقًا من التكريم المشترك لا من التطابق العقائدي، ومن هذا المنطلق دعا آباء السينودس لتكريس الشرق لحماية مريم العذراء.
في معرض مداخلته في سينودس الأساقفة صرح السيد محمد السماك أنه كمسلم يستطيع أن يعيش إسلامه مع أي مسلم آخر، ولكنه لا يستطيع أن يعيش عروبته إلا مع المسيحي الشرقي. وبالخط عينه صرح الأب سمير خليل اليسوعي بأن المسيحي الشرقي أقرب إلى المسلم الشرقي منه إلى مواطني الغرب لأنه يتقاسم مع الأول الحس الديني والقيم. كرئيس رهبنة لها أديرة في الشرق وفي الغرب، هل تتقاسمون هذا الرأي وهذه الخبرات؟
نلتقي مع المسلمين على قيم دينية، إنسانية ووطنية غير موجودة في الغرب. من بين هذه القيم: الصلاة، الزكاة، مفهوم الحج، الصوم، الشعور الديني. عندما أشاهد التزام المسلم بصلاته، هذا الأمر يحفّزني على أن أتساءل حول نوعية صلاتي والتزامي.
وكذلك في موضوع العائلة: قيمة ودور العائلة في الإسلام والمسيحية هو محطة لقاء. وكذلك قيمة الحياة في العائلة: عند المسلمين المال والبنون هم زينة الحياة الدنيا. هذا يدلنا على أن قيمة الحياة في العائلة هامة عند الإسلام. ولماذا التركيز على العائلة؟ لأنها الخلية الأولى للمجتمع، الخلية الأساس كما يقول يوحنا بولس الثاني. فيها يتم بناء الإنسان وتربيته الوطنية، الإنسانية والروحية. في قلب العائلة يتعرف الإنسان على الله ويتربى على الحوار. في صلب العائلة يتربى على قبول الآخر. لهذا السبب أنا أشدد على دور العائلة وهناك أمور كثيرة تجمعنا مع الإ سلام. هناك العيش المشترك واليومي بين العائلات المسيحية والإسلامية. وأنا كرئيس عام للرهبنة ما زال لدي أصدقاء من الإسلام عشت معهم على مقاعد الدراسة.
تتطرق وثيقة عمل السينودس بشكل عرضي جدً إلى الحياة المكرسة بشكل عام في العدد 33، وما يقترحه العدد لا يشكل جديدًا تحت الشمس، وكأن البند وُضع لكي لا ينقص ذكر الحياة المكرسة بالكلية دون أن يكون هناك رؤية حقيقية لدورها. وهذا الأمر قد لاحظه المطران رمزي كرمو، رئيس أساقفة طهران للكلدان حيث استنكر في مداخلته السينودسية تجاهل أداة العمل شبه الكامل لأهمّيّة للحياة الرهبانيّة والتأمّليّة في تجديد كنائسنا وإحيائها. ما هو تعليلكم وتعليقكم على هذا الغياب الفادح في وثيقة العمل؟
أولاً إذا أعطينا تحديد وماهية الحياة المكرسة في الكنيسة نستطيع أن نقول أنها العنصر الأساسي المهم في حياة ورسالة الكنيسة. إنها مختبر الحياة الروحية. الحياة المكرسة هي قلب الكنيسة، هي دعوة من الرب يتجاوب عليها الإنسان لكي يعيش حياة ملتزمة بتكرس كامل لكلمة الله، من خلال مؤسسة رسمية. صحيح، كما قلت لي، أداة العمل لم تأت على ذكر الكثير ولكن ما أذهلني هو تشديد أساقفة الاغتراب على أهمية الحياة الرهبانية ودعوا إلى ضرورة قيام الأساقفة بتشجيع الحياة المكرسة والنسكية. ربما أداة العمل قد تغافلت بعض الشيء ولكن آباء السينودس شددوا على أهميتها. لأن منبع الحياة المكرسة والرهبانية هو الشرق، ولذا دعوا الجميع إلى العودة إلى الجذور. كانت هذه الدعوة من قبل بعض آباء السينودس على التشديد. علمًا أنه في الشرق، وخاصة في لبنان، الحياة الرهبانية ما زالت قوية إلى حد ما.
بالمقارنة مع كنائس أخرى، حديثة أو قديمة، نجد مكرسي الشرق الأوسط، إلى حد ما، منطوين على أراضيهم وانتماءاتهم القومية. قلة منهم يعيشون حياةَ إرسالية، إذا ما عرفنا أن الكنيسة الكورية الفتية تقدم للكنيسة الجامعة نحو 200 كاهن مرسل حاليًا. هلا حدثتنا عن سبب هذا التلكؤ، عن نتائجه وعما قد يساعد على الانفتاح الإرسالي؟
صحيح أن الحياة الرهبانية في لبنان عاشت فترة من التركيز والانكباب على الداخل. ولكن هذه كانت حالة طارئة، أما منذ تأسيس الحياة الرهبانية فقد كان هناك تركيز على بعد الرسالة. عدم الاستقرار والحروب التي عاشها الشرق الأوسط هي عوامل دفعت الرهبانيات إلى البقاء في الداخل. ولكن إذا ما نظرنا إلى المؤسسين نرى روحًا إرسالياً. فبعد تأسيس رهبتنا ببضعة سنوات، جاء رهباننا إلى روما في عام 1707. وفي عام 1745 انطلقوا إلى مصر، وبفضل وجودهم في مصر كان هناك نهضة اللغة العربية في مصر.
وانطلاقهم إلى الرسالات يتبع نسقًا محددًا: عندما يشتد الاضطهاد، كان عدد من الموارنة يهربون، ولدى تزايد عدد المهاجرين كان الرهبان يرافقون أو يتبعون المهجرين؛ بهذا الشكل وصلت رهبناتنا إلى الأورغواري الأرجنتين، أميركا واستراليا.
أما حاليًا فهناك انفتاح كلي، وليس فقط في صفوف الرهبان بل أيضًا على الصعيد الأبرشي. هناك بعض الأبرشيات – مثل أبرشية جبيل ونيابة صربا – التي ترسل كهنتها إلى إفريقيا الشمالية والوسطى. هناك انفتاح أكثر إلى الرسالة وذلك لأن الكنيسة في لبنان ما زالت تعطي دعوات كهنوتية ورهبانية.
ولكن نقرّ بأن هذا لا يكفي، يجب أن ننمي الحياة المكرسة أكثر. في بداية خدمتي كرئيس عام للرهبنة المريمية أردت أن يكون برنامج السنوات الثلاث الأولى مركزًا على الدعوات والرسالات. من هذا المنطلق نركز على الداخل وننفتح على الرسالات. إن رهبنة أو جمعية منغلقة على ذاتها لا تدوم، ولا تعيش كلمة الإنجيل. أساس الرهبانيات هو تتميم كلام الله في الصلاة، في الحياة الديرية الداخلية وفي الرسالات. إذا كان هناك نقص في الحديث عن الحياة الرهبانية في أداة العمل، كما أشرتم في صواب، فقد عُوّض عنه في المداخلات وسيكون لحياة التكرس الخاص دور أكبر في المقترحات.
في الإرشاد الرسولي "الحياة المكرسة" يقدم البابا يوحنا بولس الثاني الحياة الرهبانية كشهادة "نبوية". كيف يمكن لمكرسي الشرق أن يعيشوا هذه الشهادة في أوضاعنا الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية الحالية؟
الشهادة النبوية هي أن يعيش الرهبان كلمة الإنجيل دون إضافات. كالخميرة في العجين، وأن يقبلوا وضعهم كأقلية.
عندما تجسد ابن الله وعاش 30 سنة في الخفاء، وانطلق برسالته، لم يكن الوضع السياسي، الديني، والاجتماعي أقل خطرًا من اليوم، ومع ذلك أتم رسالته، وكذلك فعل رسله. على وجودنا بالذات أن يكون نبويًا وعلى شهادتنا أن تكون نبوية من خلال عيش عملي يمكن تلخيصه في ما يلي: اتباع كلام المسيح، التجذر في الأرض، وعيش شهادة رهبانية حقيقية. نحن نبويون أيضًا إذا ما غيرنا ذهنيتنا نحو كلام الإنجيل لأن روح العالم والاستهلاكية بشكل عام يجتاحان المجتمع، ودورنا أن نسير عكس التيار، وذلك حتى شهادة الاستشهاد. وأيضًا إن شهادة الرهبان هي أن يقاوموا التعصب الديني من خلال الانفتاح.
ربما في بعض الأحيان والأماكن نعطي شهادة غير صحيحة وغير رسولية. ولكن أنا أطلب من ذاتي ومن الآخرين أن نرجع إلى جذور الإنجيل وأن نشهد أمام مسيحينا. هذا ولا يجب أن يشكل الشك الذي يولّده من لا يعيش بحسب دعوته تعميمًا على جوهر الحياة الرهبانية أو على الكثير من الرهبان الذين يعيشون بحسب دعوتهم.
في مداخلة أخرى من ا لمداخلات القليلة التي تطرقت للحياة الرهبانية صرح المطران إدغار ماضي، أسقف أبرشيّة سيّدة لبنان في ساو باولو للموارنة بأن "وجود رهبان ونسّاك في الشرق يثبّت المسيحيّين في أرضهم ويجدّد الإنتشار المسيحي المشرقي الموزّع في العالم، إذ يعيد له جذوره الروحيّة المشرقيّة"، واقترح أن تكون هناك "لجنة للتعمّق بهذا الموضوع وجعل وادي قنّوبين في لبنان ليس فقط في التاريخ النسكي ولكن أيضًا من الحاضر". هل تحافظ الحياة النسكية – لا الرهبانية وحسب – على دور حيوي في مسيرة الكنيسة الشرقية؟ وهل من انفتاح في رهبنتكم عليها؟
دعوة المطران إدغار ماضي كانت نبوية، ويجب التوقف مليًا عليها لأنها دعوة تخص الكنيسة بأسرها. فالحياة النسكية تمثل عصبًا أساسيًا في حياة الكنيسة. ولبنان معروف بتاريخه النسكي. أن نعيد الحياة النسكية إلى الكنيسة اليوم لهو تحدٍ كبير ويجب أن نستعد له روحيًا وكنسيًا وأن نحضّر دعوات لحياة النسك.
هناك بعض المحاولات حاليًا: هناك راهبان من الرهبنة اللبنانية لعيش الحياة النسكية. بالنسبة للرهبانية المارونية المريمية، توفي في رائحة القداسة منذ 13 سنة الناسك الاب انطونيوس طربيه ونحن نختم حاليًا الدعوة البطريركية لننقلها إلى روما.
أوافق الأسقف في جعل لبنان مرتعًا للحياة النسكية في الحاضر وليس فقط كذكرى ماضية. وادي قاديشا يحفل بعطر القداسة ونصلي إلى الرب لكي يعيد إلى لبنان أمجاد بطولات النسك. علمًا بأن التنسك هو دعوة بطولية إلهية.
ماذا ستفعل الرهبنة المريمية بعد هذا السينودس لتطبيق مقرراته؟
أول ما سأقوم به هو حث الرهبان والعلمانيين الذين يعملون في مؤسساتنا على تغيير الذهنية. من دون تغيير الذهنية والتعمق الروحي لا نستطيع ان نفعل شيئًا. أولاً يجب أن ندرك أن هذا الشرق يعنينا، وهذا الوطن يعنينا. بعد ذلك فتح مؤسساتنا وجامعتنا على بناء الإنسان لكي يكون خميرة في الشرق؛ والعمل من خلال مؤسساتنا على توطيد التجذر، البقاء في الأرض مهما كانت الصعوبات، الحوار، عدم الانغلاق، حث كل العلمانيين على الدخول في معترك الحياة الاجتماعية والسياسية. وتوطيد الوعي من أننا مؤسسي هذا البلد والشرق. لسنا بدخلاء.
سنفتح بشكل كبير على الاستثمار. لدينا أكثر من 400 مستثمر يستخدم أرضنا ويخلق فرص عمل للعائلات لكي تستطيع أن تعيش وتبقى.
نقدم مساعدات ومساهمات في المدارس والجامعات. ففي جامعتنا ومدارسنا لا يترك أحد بسبب المال. لدينا 80 % من حسم أقساط. التعامل مع العلمانيين هو من أول أهدافنا في الجامعة. ليس لدي أي كاهن عميد أترك الدور للعلمانيين في الكليات الستة. مجلس الأمناء بمجمله من العلمانيين الذين يديرون الجامعات. وعليه فرهبنتنا تترك دورًا رائدًا للعلمانيين، وهذا الدور سنسعى إلى تعزيزه.
العائلة هي مشتل للدعوات، إن كانت للحياة المكرسة وللحياة العلمانية. نخاف على العائلة من التفكك من خلال العقلية الاستهلاكية والمفهوم الخاطئ للجنس والحرية. وهنا يؤسفني أن الكثير من شبيبتنا تموت بسبب السكر، السهر والسرعة، وهذا يدعونا لكي نسهر على عدم تفكك العائلة وعلى الحفاظ على قيمها. الخطر هو أن الأهل يتركون اولادهم في أيدي المدارس ويستقيلون عن مهماتهم. ولذا ما بعد السينودس سيكون لنا دور للعمل بخدمة العائلة التي هي أساس في بناء الإنسان والمجتمع. وكيف ذلك؟ من خلال توعيتها على دورها وأهميتها وأهمية وأولية الدور التربوي في العائلة. المدرسة لا تستطيع أن تبدأ التربية: المدرسة تتابع تربية تبدأ في البيت. المربي الأول للطفل هو أمه وأبيه. سيكون لنا دور في خدمة العائلة خصوصًا من خلال الجماعات التي تُعنى بالعائلة مثل الفوكولاري، عائلات نوتر دام، والاهتمام بالتحضير للزواج لحماية العائلات من خطر آخر كبير هو خطر تفكك العائلة بسبب الطلاق. وأنا شخصيًا أُعنى بتحضير نحو 500 شخص للزواج سنويًا، وذلك في أبرشية واحدة وهم من مختلف الطوائف المسيحية.