بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 13 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – عمل المسيحيين في الشرق لا يقوم على ابتكار أساليب سياسية جديدة للبقاء، بل يقوم على الرجوع إلى جذور دعوتهم وعيشها بالطريقة التي يدعو إليها روح الله، من خلال الصلاة وارتداد القلب.
هذا ما جاء في مداخلة المطران رمزي كرمو، رئيس أساقفة طهران للكلدان، المدبّر البطريركيّ للكلدان في الأهواز، رئيس مجلس الأساقفة الإيرانيّ، الذي ألقى كلمته في قاعة بولس السادس بعد ظهر أمس الثلاثاء، في معرض سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط.
اعتبر كرمو أن السؤال الذي تطرحه وثيقة العمل السينودسية حول مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط، إنما هو "نداء طارئ لارتداد القلب، ارتداد حقيقي وعميق إلى حياة تتطابق مع رسالة الإنجيل".
وصرح رئيس أساقفة طهران أن مصير الكنيسة والكون هو في نهاية المطاف في يد الله الذي "يسهر على أطفاله كأب مليء بالحنان والمراحم"، ولكن هو في الوقت عينه "موكل لمسؤولياتنا كرعاة، كخلفاء للرسل، تلقوا من الله مهمة رعاية قطيع الله.
وتابع: "لا بد لنا أن نصغي لما يقوله الروح لنا إذا ما أردنا أن يكون السينودس منهل نعم وتجديد. فالروح القدس هو الذي يطهر قلوبنا ويحررها من كل ما يعيقنا عن أن نكون شهودًا أصيلين وأمناء للقائم من الموت".
كما وصرح بأن "كنيسة عرقية أو وطنية هي أمر يخالف عمل الروح القدس وإرادة المسيح القائل: "الروح القدس ينزل عليكم فتنالون قدرة وتكونون لي شهودا في أورشليم وكل اليهودية والسامرة، حتى أقاصي الأرض" (أع 1، 8). وقدم رئيس الأساقفة مثال القديس بولس، رسول الأمم الذي حمل الإنجيل حتى أقاصي عالمه.
من ناحية أخرى تأسف كرمو لتغاضي وثيقة العمل عن الحديث عن الحياة الرهبانية والتأملية. واعتبر أن للحياة النسكية، الرهبانية والتأملية "أهمية حيوية في تجديد ونهوض كنائسنا".
ولمّح رئيس الأساقفة إلى تاريخ الحياة الرهبانية التي ولدت في الشرق وكان لها دور أولي في التوسع الإرسالي المدهش في العصور الأولى. فالتاريخ يعلمنا أن الأساقفة كانوا بمعظمهم من بين الرهبان أي "رجال صلاة وحياة روحية عميقة، يتمتعون بخبرة عميقة لأمور الله". وتأسف أن معايير اختيار الأساقفة في أيامنا هذه لا تقوم على هذه المقاييس.
ختامًا قال رئيس أساقفة طهران: "إن خبرة الكنيسة الألفية تعلمنا أن الصلاة هي روح الرسالة، بفضل الصلاة تنال كل نشاطات الكنيسة الخصب وتحمل الكثير من الثمار".