القاهرة، الخميس 24 نوفمبر 2011 (ZENIT.org) – ما تزال ساحة التحرير في القاهرة تشهد مظاهرات حاشدة تضمّ عشرات الآلاف من التظاهرين، مناشدين عن غضبهم بعدم حصول أي تقدّم أو تغيير على الصعيد من بعد سقوط نظام الرئيس مبارك منذ تسعة أشهر.
أخذت القوى العسكريّة المصريّة تدابير أمنيّة شنيعة بحق المتظاهرين، حيث أنّه تمّ قتل ما بين 25 و40 شخص وإصابة حوالي 1500 شخص بجروح مخطرة خلال الاشتباكات فيما بينهم. ولهذا السبب عبَّر أسقف الأقباط الكاثوليك أنطونيوس عزيز مينا عن أسفه لما حصل، مدافعاً عن المتظاهرين ومستنكراً الأعمال التي تقوم بها القوى العسكريّة المصريّة قائلاً: “ليس من حقّ أي سلطة أن تطلق النار على متظاهرين سلميّاً”، شارحاً أنَّ المسيحيين والمسلميين سويّاً هم في ساحة التحريرللمطالبة بحقوقهم الإنسانيّة. وأضاف: “من حق الشعب التعبير عن رأيهم، والشكل الوحيد للتعبير هو النزول إلى الساحة سلميّاً.
كما أكَّدت مصادر صحيفة Asia News بأنَّ الأب رفيق جريش صرَّح: “بأنّه هناك الكثير من المسيحيين، هم في حالة مرضيّة بسبب تنشقهم الغاز المسيّل الذي أُطلِق من قبل البوليس؛ وغيرهم قد أصيبوا وجرحوا بسبب اللطمات التي نتلقونها من البوليس” وقال أيضاً: “إنَّ الحكم لم ينجح أن يردَّ على طلبات المتظاهرين لتخفيف الضعوط القيود على دور العبادة المسيحيّة وعلى بناء الكنائس.
إنَّ القائد العسكري محمد حسيني طانطاوي، رئيس المجلس العكسري الحاكم من بعد سقوط نظام مبارك في 11 شباط 2011، قد وعد الشعب بإقامة انتخابات في حزيران 2012، وأنَّ المجلس العسكري سيعطي الحكم للرئيس المقبل في تموز المقبل. كما أنَّ الانتخابات البرلمانيّة كانت مقرَّرة الاثنين المقبل، ولكن هناك شكّ كبير لحصولها بسبب الحالة التي يعيشها البلد الآن.
والعلاقات بين الكنيسة القبطيّة والمسؤولين العسكرييين، هي متوتّرة خصوصاً بعد الهجوم على المتظاهرين المسيحيين في القاهرة في أكتوبر، والتي سببت موت 25 شخصاً مسيحيّاً على الأقل ومئات الجرحى.
فالخميس الماضي، المئات من المسيحيين قد تظاهروا سلميّاً للمطالبة بالعدالة لما حصل في أكتوبر. لكن خلال التظاهرة، تمَّ الاعتداء عليهم من قبل أشخاص أرموا الحجارة والقناني عليهم، مما أدّى إلى جرح 25 شخصاً منهم.
***
ترجمة الأب فادي الراعي